نيروبي / وكالات :اتهم زعيم الحركة الديمقراطية البرتقالية المعارضة في كينيا رايلا أودينغا الشرطة بتعمد إطلاق الرصاص على المتظاهرين الأبرياء دون تمييز، مشيرا إلى أن الحكومة حولت البلاد إلى «ميدان قتل للأبرياء».وجاءت اتهامات رايلا أودينغا تعليقا على الصدامات الدامية التي تشهدها نيروبي ومدن أخرى بين قوات الأمن وأنصار المعارضة لليوم الثاني على التوالي في سياق الاحتجاجات المناوئة للرئيس مواي كيباكي المتهم من المعارضة بتزوير الانتخابات الرئاسية أواخر الشهر الماضي.وأكد زعيم المعارضة في مؤتمر صحفي في نيروبي مقتل سبعة متظاهرين برصاص الشرطة في دائرة كاسارني بالعاصمة، مشيرا إلى مصرع أكثر من ألف شخص منذ اندلاع الاضطرابات إثر إعادة انتخاب كيباكي المثير للجدل في 27 ديسمبر الماضي.ودعا أودينغا من أسماهم شركاء بلاده في التنمية إلى التنديد «بهذه المذبحة بأقوى العبارات الممكنة واتخاذ إجراءات محددة لردع هذه الحملة القاتلة»، مشيرا إلى أن الإجراءات الدولية يمكن أن تساعد في منع وقوع كارثة بكينيا.ومقابل اتهامات المعارضة تتهم الحكومة زعيم المعارضة باختيار الاحتجاجات العنيفة بدلا من الحوار، وهو أمر نفاه أبابو ناموامبا النائب في البرلمان الكيني عن الحركة البرتقالية المعارضة، في تصريح للجزيرة متهما كيباكي ومؤيديه برفض الوساطة الدولية، ومبديا استعداد حركته للحوار في أي وقت ومكان في ظل وساطة دولية.وقد استخدمت قوات الأمن وشرطة مكافحة الشغب الكينية الغاز المسيل للدموع وأطلقت الرصاص الحي في الهواء لتفريق مئات من المحتجين في أحياء متفرقة من نيروبي أمس.وفي مدينة كيسومو معقل المعارضة نقلت الأنباء عن شهود عيان قولهم إن الشرطة قتلت محتجا واحدا على الأقل وأصابت آخر بجروح خطيرة أثناء مظاهرات مناهضة للحكومة.أما في بلدة الدوريت في الوادي المتصدع غربي البلاد فقال مسؤول بمستشفى البلدة إن الشرطة طاردت المحتجين في البلدة بالغاز المسيل للدموع حتى جناح الطوارئ بالمستشفى الرئيسي هناك اليوم وضربت أحد حراس الأمن.وقال مسؤول بمستشفى مواي التعليمي «أرادت الشرطة أن تشق طريقها إلى الداخل، وعندما منعها حراس الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع وضربت أحد ضباط الأمن على أنفه فسقط على الأرض».وتأتي هذه المظاهرات استجابة لنداء أودينغا بالخروج في مختلف مدن البلاد طيلة ثلاثة أيام ابتداء من يوم أمس لإجبار كيباكي على التنحي.وفي ظل هذه الأجواء شككت رابطة دول الكومنولث في نتائج الانتخابات الرئاسية الكينية. وقال الأمين العام للرابطة دون ماكينون أمس إن الانتخابات «لم تكن مطابقة للمعايير الدولية» في مرحلة فرز الأصوات.كما دعت الولايات المتحدة وبريطانيا (المستعمرة السابقة لكينيا) حكومة كيباكي إلى السماح للمعارضة بتسيير مظاهراتها السلمية.وهددت واشنطن ولندن و11 دولة أخرى بقطع مساعداتها عن كينيا إذا لم تلتزم الحكومة الكينية بالديمقراطية وحكم القانون وحقوق الإنسان.وذكرت الأنباء من نيروبي إن الوسيط الأفريقي الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان أجل زيارته المقررة للعاصمة الكينية لمحاولة جمع طرفي الأزمة السياسية والتوصل إلى تسوية، دون تحديد موعد جديد لها.وفشلت وساطات دولية سابقة قادتها الولايات المتحدة في زحزحة الطرفين عن موقفيهما، في ظل إصرار المعارضة على اتهام كيباكي بتزوير الانتخابات الرئاسية ونفي الحكومة ذلك، رغم إشارة المراقبين الدوليين ورئيس لجنة الانتخابات الكينية إلى حصول تجاوزات فيها.