بعد انتشار ما اصطلح على تسميته بأغاني الفواكه
عمان /متابعات “أغنيات الفواكه”، ظاهرة انتشرت في العراق، أغان ظهرت خلال السنوات القليلة الماضية، أغان شعبية، تحمل سمة الحزن العراقي الجميل، بأصوات فنانين عراقيين لم يكن يعرفهم الجمهور العربي، وتعرف إليهم بعد انتشار هذه الأغاني التي اتفق على تسميتها في ما بعد بـ “أغنيات الفواكه” نظراً لارتباطها بأنواع متعددة من الفواكه كالبرتقال والشمام والخوخ والرمان والموز. هذه الأغاني سادت لفترة، وانتقلت من أجواء العراق حصراً، إلى باقي الدول، بعد انتشارها عبر الفضائيات، حتى نسج بعض الفنانين العرب على منوال تلك الأغنيات، وخاصة في مصر، بعد انتشار أغنيات شعبية هناك تحتفي بالعنب والجزر.مجموعة من الفنانين العراقيين ابدوا رأيهم بهذه الأغنيات، حيث اجمعوا على عافية الأغنية العراقية، رغم شوائب هذه الأغنيات التي أفرزتها الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعاني منها العراقيون بشكل عام.الفنان سعدون جابر أكد إن موجة “أغنيات الفواكه” تناساها الناس، لأنها بعيدة عن الأصالة الغنائية، وقال “الأغنيات شكلت موجة غنائية سادت لفترة ثم اختفت، وهي كانت تعكس رداءة الذوق الغنائي تلك الأيام”، وعزا جابر انتشارها إلى أسلوب تصويرها. فيما رأى الفنان حاتم العراقي أن هذا النوع من الأغنيات عمره قصير، ولا يؤثر في الأغنية العراقية الرصينة، وأضاف “أغنيتنا لها جذورها الممتدة، وهي مؤثرة عربيا لما تمتلكه من شجن وصور شعرية وألحان جميلة”. ووصف الفنان قاسم السلطان هذه الأغنيات بأنها حالة غنائية سادت لفترة واختفت، وسبب تسميتها يعود للمناظر الخليعة التي ظهرت بها الفيديو كليبات تلك، وأوضح السلطان إن أغنية البرتقالة، هي أغنية تراثية بالأساس على نظام ألجوبي. ويرى الفنان حكمت الصابغ في زملائه الفنانين العراقيين، بذرة الأمل للأغنية العراقية، “فقد خرجوا من الويلات التي تحيط ببلدهم ليقدموا أنفسهم ويسمعوا أصواتهم للعالم”، كما أعلن الصايغ براءته من اغنيات الفواكه التي امتهنها بعضهم لضيق العيش، مصرا إن إي فنان عراقي لو اتيحت له الفرصة سيقدم اغنياته التي ترتقي وذائقة الجمهور العربي.ويشير الشاعر حازم جابر إلى إن الفنان العراقي مر بمرحلة التخبط بعد احتلال العراق، ما ولد اغنيات كهذه بهدف الانتشار، وأكد جابر إن العراق مليء بالفنانين والشعراء والملحنين الذين يحرصون على تقديم صورة مشرقة عن الأغنية العراقية. فيما اعتبر الموزع الموسيقي كرم الرسام إن فترة اغنيات الفواكه كانت أسوأ مرحلة في تاريخ الأغنية العراقية، وهذه الأغاني تمثل عناصر دخيلة على الفن وأصحابها يتاجرون باسم الموسيقى، فالعراق بلد حضارة وتاريخ وفيه العديد من الفنانين الكبار الذين يحملون رؤى الأغنية العراقية. الشاعر سعد العراقي رأى إن هذه الظاهرة لا تعيش إطلاقا، بدليل إن أغنية “البرتقالة” مثلا، لا احد يسمع بها حاليا، وهذه الأغنيات بالتأكيد لا تمثل أصالة الأغنية العراقية ولاتمت لها بصلة، يقول “برأيي الغناء العراقي له أصالته الممتدة والمحفورة في عمق تاريخ الغناء العربي”.وبعد إن الحالة الغنائية سالفة الذكر، تمثل الجانب غير السوي من التغني بأصناف الطعام، ووصفها باعتبارها تمثل شخصية المحب حين يصف حبيبته بأعذب الأوصاف، فمطربو هذه الظاهرة، اعتمدوا في أغنياتهم على الأجساد العارية في تسويق أغانيهم، وهذا هو مرد رداءة هذه الأغنيات، فالعديد من المطربين العرب سابقا كانوا يشبهون محبوباتهم بطعم فواكه أو اكلة شعبية بأسلوب يرتقي بالأغنية ويحبب الجمهور بها، كالفنان الكبير الراحل ناظم الغزالي، الذي قدم في أغنية “أم العيون السود” وصفا لخد محبوبته حين قال: “أم العيون السود ما شوفهن أنا / خدك القمر وأنا اتريج منه”.