استطلاع/هبة حسن الصوفي:برز وبقوة في الآونة الأخيرة نوع من المدارس الأهلية الاستثمارية والربحية “الخاصة”التي أصبحت في مضمار المنافسة والتحدي الكبير مع المدارس الحكومية ...حيث أضحت تمتاز بالعديد من الفوارق التي لم تتوافر في المدارس الحكومية ..سواء كان في الجانب التعليمي أو جانب الاهتمام بالطلاب والنظام الذي أصبح غائبا في بعض المدارس الحكومية ،مما يدفع العديد من الأهالي إلى نقل أولادهم وبناتهم من المدارس الحكومية إلى مدارس أهلية، على الرغم من وصول الرسوم في بعضها إلى مبالغ باهظة الثمن.. لكنها ليست مهمة حسب اعتقادهم، بل الأهم أن أولادهم يتلقون العلم بجدية وبشكل راقٍ ومستوى مرموق.صحيفة (14 أكتوبر) سعت إلى معرفة الأسباب الحقيقية لانتقال الطلاب من مدارسهم إلى مدارس أخرى.. هل يا ترى السبب هو ازدحام الطلاب.. عدم النظام.. الإهمال.. عدم وجود معلمين أكفاء.. عدم تقديم المنهج بطريقة صحيحة، كل هذه التساؤلات بحثنا لها عن إجابات عند الأشخاص الذين التقينا بهم حتى نعرف السبب الحقيقي وراء هذه الظاهرة المستحدثة على مجتمعنا.كانت البداية مع مدير إحدى المدارس الأهلية المتميزة في مديرية المعلا.. وهي مدرسة “التفوق” النموذجية.
[c1]الاهتمام عامل أساسي[/c]الأخ / محمد علي هزاع - مدير مدرسة التفوق قال:بالطبع هناك كثير من الفوارق بين المدارس الحكومية والخاصة، وهي تتلخص في متابعة الطلاب بشكل دائم ومستمر والتواصل الدائم بين المدرسة والأسرة والطالب والانضباط والاهتمام المتزايد هو ما يجعل أولياء الأمور يلجؤون إلى المدارس الخاصة؛ لأن الطلاب في المدارس الحكومية قد يبلغ عددهم في الصف الواحد من (40 - 50 طالبًا) فمن الطبيعي أن يضعف الاستيعاب لدى الطفل حتى المدرس نفسه لا يستطع توصيل المعلومة للطالب بشكل واضح.. لكن مدرستنا لا يتجاوز عدد الطلاب في الصف الواحد عشرين أو خمسة وعشرين طالبًا، فاستيعابهم أسرع وتقديم المعلومة لهم تكون بطريقة سلسة وواضحة.ونحن كإدارة دائمًا ما نهتم بالطالب وخصوصًا في عمل الواجبات من خلال دفاتر المتابعة اليومية ودفاتر المتابعة نصف الشهرية التي من خلالها يتم التواصل بين ولي الأمر والمدرس والمدرسة أيضًا.والحمد لله أننا كل عام تزداد الثقة بأنفسنا أكثر فأكثر، ونحرص جيدًا على الاستمرار والعطاء بشكل أكبر، عندما نرى السعادة والثناء والتقدير والإشادة بمدرستنا من قبل أولياء الأمور وهذا ما جعل المدرسة في نجاح مستمر.أما ما يخص المنهج الذي يدرس للطلاب في المدرسة فنحن ندرس منهج التربية والتعليم، إضافة إلى مادة اللغة الإنجليزية لكل المستويات وفق المنهج البريطاني، إضافة إلى تدريس بعض المستويات مادة الكمبيوتر.. كما يتبعه منهج خاص للتربية الفنية كمنهج يدرس وليس مجرد مادة أسبوعية فقط.
ومن خلال زيارتنا للمدرسة التقينا طالبتين كانت بداية دراستهما في مدارس حكومية، لكنهما انتقلتا إلى مدرسة خاصة، لكي نتعرف على سبب انتقالهما وقالت الطالبة / نشوى أحمد حسن في الصف السابع:كنت أدرس في مدرسة حكومية منذ أول سنة حتى وصلت إلى الصف الخامس، لكنني انتقلت إلى مدرسة خاصة وبالفعل وجدت الفرق بين المدرستين في الهدوء والاهتمام وعدم ازدحام الفصل بالطلاب حتى على المستوى الدراسي قد ارتفعت درجاتي بشكل كبير، لا أنكر بأنني كنت أحصل على الامتياز في السنوات الماضية، لكن في هذه المدرسة حصلت درجات مرتفعة أكثر والفضل يعود إلى الله وإلى الطاقم التدريسي المتميز في هذه المدرسة التي جعلتنا نحب المدرس والمدرسة.
مريم الشدادي
الطالبة / براءة احمد المرهبي في الصف الخامس قالت :أنا سعيدة جدا بهذه المدرسة والدراسة فيها فنحن نتلقى فيها تعليم اللغة الانجليزية منذ الصغر إلى جانب تعلم الكمبيوتر الذي أصبح لغة العصر ،وانتقالنا إلى مدارس خاصة لا يعيب المدارس الحكومية ولكن ازدحام الطلاب وكثرهم في الفصل الواحد هو ما جعلنا ننتقل .و كانت المدرسة التركية إحدى المدارس التي سلطنا عليها الضوء حتى نقترب أكثر لمعرفة مدى التميز الذي أصبح يحيط بالمدارس الأهلية عن الحكومية .[c1]التربية قبل التعليم[/c]وقال الأستاذ /جمال أدم مدير المدرسة التركية بعدن:قبل أن ابدأ بحديثي عن أي فوارق بين المدارس الأهلية والخاصة ،أحب أن اشكر صحيفة 14أكتوبر متمثلة برئيس تحريرها على كل ما تقدمه وبالذات صفحة “قوس قزح” من اهتمام بشؤون الطفولة والأفراد بالمجتمع .قد يستغرب البعض كيف أقيمت هذه المدرسة في عدن وكيف أن طاقم التدريس فيها من الأتراك وأسئلة كثيرة تراود بعض الناس ولكني أحب أن أقول إن معرفة الأتراك باليمن منذ زمن قديم ونحن متأثرون كثيرا بالشعب اليمني وبعاداته وتقاليده وأعرافه.أما بالنسبة لطريقة التدريس في مدرستنا فطلابنا يخضعون لامتحان قبول لتحديد مستوى الطالب وخاصة الطلاب الذين ينتقلون من مدارس حكومية حتى نحدد في أي مستوى قد يكون.
ايمان زبيدي
ولا ننكر أنه في بادئ الأمر يكون صعبا على الطلاب المنتقلين إلى مدرستنا التأقلم مع السياسة الجديدة المتبعة في المدرسة فنحن نقوم بجمع جميع الطلاب ونتحاور معهم ونعلمهم بأن التربية في هذه المدرسة أهم من التعليم وبأن جميع الزملاء لهم حقوق فيما بينهم ،وبأن سلوك الطالب لابد أن يكون في أعلى مستوى .أما ما يتعلق بالفوارق بين المدارس الحكومية والخاصة فتمثل بأشياء عدة منها قلة الطلاب وهذا يعطيهم الفرصة في استيعاب الدروس بشكل أكبر ،إضافة إلى خضوع المعلمين للعديد من الدورات التدريبية حتى يكونوا مؤهلين تأهيلا علميا وحتى يوصلوا المعلومات إلى الطالب بشكل راق ومتميز.أما بالنسبة للمنهج الذي يؤخذ فهو خاضع في بعض المواد لمنهج التربية والتعليم إضافة إلى الكتب المتعددة من كندا وأوروبا وتركيا حتى ينال الطالب العديد من المعلومات والمعارف.[c1]الجانب الحكومي أفضل ..لكننا نبحث عن النظافة !![/c]ومن خلال جولتنا في المدارس الأهلية بعدن التقينا بأحد أولياء الأمور وهو د/احمد بركات حيث قال :إن الإشكالية في المدارس الحكومية تكون إدارية أكثر مما هي
محمد علي هزاع
تربوية ولا أنكر بأن الكفاءات توجد في المدارس حكومية ودائما ما نجد أصحاب الخبرة فيها ولكننا نبحث عن النظافة والانضباط والاهتمام والتربية الصحيحة ..ونجنب أولادنا الأمراض التي تنتقل بالعدوى من اختلاطهم بكافة الطلاب ،ولكني أتمنى أن تتقدم المدارس الحكومية إلى المستوى المرجو.[c1]مسالة ضمير[/c]وكان للأستاذة القديرة مريم الشدادي مدير مكتب التربية والتعليم مديرية المعلا رأي في هذا الموضوع حيث أوضحت قائلة: السبب الرئيسي في انتقال الطلاب من المدارس الحكومية إلى الأهلية هو ازدحام الطلاب في الصف الواحد هنا ما يجعل الطالب غير مستوعب لكل ما تشرحه المدرسة وما تقدمه من معلومات .ونحن نعرف جيدا بان المدارس الخاصة مهما بلغ تميزها وإمكانياتها إلا أن المدارس الحكومية بها الكفاءات التدريسية العالية والخبرة الكافية لتوصيل المعلومات للطلاب والاستفادة من خبراتهم في حياتهم التعليمية ولكن ازدحام الطلاب وعدم التزام البعض بالقواعد والنظام جعل الطالب أو بالأحرى الأسر تلجأ إلى نقل ابنائها والمسالة هي مسالة ضمير للمدرس سواء كان في مدرسة حكومية أو خاصة ،ولا ننكر بان الأوائل في الجمهورية كانوا طلبة من مدارس حكومية وهذا إن دل فهو يدل
جمال آدم
على الاهتمام من الطالب ومدرسته ولا ننسى العامل الأساسي في هذا وهي”الأسرة”.وفي ختام لقاءاتنا كان للأخت إيمان زبيدي رأي مغاير حول هذه الظاهرة حيث قالت /إن المدارس الحكومية تعد أفضل بكثير من المدارس الخاصة وبالذات الجانب الصحي لان المدارس الحكومية فيها تخطيط عمراني كما تعتبر متنفسا للطلاب ليأخذوا راحتهم باللعب والاستمتاع بغض النظر عن أي شيء أخر أما الخاصة فهي عبارة عن أماكن ضيقة تساعد على انتشار الأمراض بين الطلاب .كما يوجد في المدارس الحكومية معلمون ومعلمات مؤهلون تأهيلا علميا و لديهم الطاقات العلمية حتى يستوعب الطلاب المعرفة والعلم .ولكن يعود سبب انتقال البعض إلي كثافة الطلاب وازدحامهم في الفصول الدراسية لا أكثر.