لقاء / أمل حزام مدحجي :مناظر خلابة وطيور برية تعيش بكل حرية في محمية الحسوه الطبيعية لتغطي مساحة كبيرة بالأشجار العالية كجزء من الأراضي الرطبة الهامة ليس فقط على مستوى اليمن بل على مستوى الإقليم. وتشكل هذه المحمية ثراتا طبيعيا وغنيا ذا أهمية اقتصادية واجتماعية وبيئية وحيوية بوجود الغطاء النباتي الكثيف والذي يساعد على تميزها بالعديد من الخصائص الهامة لتصبح هذه المحمية مستقبلا بيئة سياحية على مستوى السياحة الداخلية والخارجية.التقت صحيفة 14 أكتوبر بالأخ / فيصل صالح الثعلبي مدير الهيئة العامة لحماية البيئة في محافظة عدن والذي استعرض نشاط الهيئة التي أعلنت محمية الحسوه الطبيعية في الأول من أغسطس 2006م بموجب قرار مجلس الوزراء رقم 354 مشيرالى أنه تم تأسيس جمعية الحسوه البيئية التنموية في 14 ابريل 2007م بترخيص رقم 614 من وزارة الشئون الاجتماعية والعمل ويبلغ عدد الأعضاء حتى ألان 80 عضواً وهم في تزايد مستمر. وتعتبر جمعية محمية الحسوه البيئية التنموية أول جمعية تنشأ في محميات الأراضي الرطبة لمحافظة عدن وأشار إلى أن هذه الأراضي صنفت كجزء من الأراضي الرطبة الهامة ليس على مستوى اليمن وحسب بل على مستوى الإقليم ،إذ تشكل تراثا طبيعيا وغنيا ذا أهمية اقتصادية واجتماعية وبيئية وحيوية حيث ساعد موقعها في الفيض النهائي للسيول ووجود غطاء نباتي كثيف ساعد ذلك في تميزها بالعديد من الخصائص الهامة . وأفاد بأن المساحة الكلية لمحمية الحسوه تبلغ 185هكتار ا إذ يوجد في جنوب المحمية بساط اخضر يعانق خليج عدن ومن الناحية الشمالية منطقتا المنصورة وبئر فضل ويجاورها من الناحية الشرقية جولة كالتكس وطريق ميناء الحاويات وغرباً منطقة الحسوة. وللمحمية أهمية تاريخية وأثرية كبيرة ، كما تعتبر محمية الحسوة الطبيعية ملاذا أمنا لأكثر من 107 انواع من الطيور التي تم تسجيلها في عام2006 م وخصوصاً الطيور البحرية والجارحة والخواضة المهاجرة بين أوروبا وإفريقيا ومختلف دول العالم ،إضافة إلى الطيور المستوطنة .وفي عام 2005م رصدت 14 نوع من الطيور البرية التي تجد من شجيرات المحمية مأوى للحضانة والتكاثر، وقد تم رصد عدد كبير من الطيور الهامة المهددة بخطر الانقراض على مستوى العالم مثلنورس ابيض العين White eyed –Gull طائر مالك العقبان Imperial eagleطائر الرخمة المصري Egyptian Vulture أبو منجل محرم Sacred Ibis
تتجمع عدد من الطيور المهاجرة على اراضي المحمية
مشيرا الى أن من أولويات الجمعية الاهتمام بالتنمية المستدامة في إطار محيط نشاطها البيئي وتتعدد الأنشطة البيئية المستدامة في المنطقة ومنها صناعة الخل، الصناعات الحرفية الأخرى المرتبطة بالموروث التقليد بتطبيق نظام الحمى عند الرعي والاحتطاب العقلاني الاستفادة من الموارد الطبيعية لتحسين دخل عدد كبير من الأسر في المنطقة.رفع قدرات ومهارات المستفيدين من المحمية وتأهيلهم علمياً وعملياً. موكدا أن أهداف الجمعية تحقيق التوازن البيئي من خلال الاستفادة من الموارد الطبيعية بما يلبي متطلبات المجتمع والاستفادة من هذه الموارد بشكل عقلاني يضمن استمراريتها وتحقيق الاستدامة لها والحفاظ على التنوع الحيوي المتميز للمحمية والعمل على زيادته. ورفع مستوى الوعي البيئي لدى المجتمع المستفيد من المحمية و المرتادين لها بأهمية المحميات والمحافظة عليها.كما أشار إلى ضرورة رفع مستوى دخل المجتمع المستفيد من المحمية وذلك من خلال تنفيذ العديد من الأنشطة البيئية والزراعية والعمل على إكثار النباتات المهددة بالانقراض وتشجيع البحوث العلمية في المحميات الطبيعية وتطوير صناعة الخل كماً ونوعاً ، وبقية الصناعات الحرفية. مشيرا الى أن قطاعات المحمية قسمت إلى عدة قطاعات بحسب نوع التربة والغطاء النباتي السائد واهم القطاعات قطاع B1 المدخر الوراثي والذي يقع في شمال المحمية ومساحته 8.2 هكتار وأراضيه سلتيه إلى رملية وتنتشر فيها اغلب النباتات المدخلة مفيدا أن هذا القطاع تعرض للتدهور بسبب الاحتطاب الجائر للأشجار التي تم زراعتها كمدخر وراثي للبذور. موضحا وجود عدد من القطاعات الأخرى منها قطاع المسكيت C1,C2,C3, والذي يقع في شمال ووسط وشمال غرب المحمية وأراضيه ألسلتيه و ألرملية والطينية والتي مساحتها تبلغ 44 هكتارا وينتشر فيها نبات المسكيت Prosopis Juliflor ، Prosopis Chiliensis ، وقطاع العصل D,D1 والذي يقع في غرب ووسط وجنوب المحمية واراضيه السبخية وتبلغ مساحته 44 هكتاراوتنتشر فيها Sueada Monica و Sueada Frticosa وقطاع الأراضي الزراعية E والتي مساحتها تبلغ 34هكتار موكدا ان هذه العمليات الزراعية ساعدت على تحسين خواص التربة ويستخدم لزراعة القطن والأعلاف وانتشار العديد من الاحراج ونباتات المراعي اما قطاع نخيل البهشF Hyphoene thebaica تبلغ مساحة هذا القطاع 9.4 هكتار وأراضيه السبخيه والرملية وعدد النخيل في المحمية حوالي 8500 نخلة مختلفة الأعمار و قطاع العصل وسم الدجاج G1-G2 والتي تبلغ مساحته 13هكتارا وينتشر فيه نبات العصل وسم الدجاج وقطاع المراعي H تبلغ مساحته الكلية 19.5 هكتارا وينتشر فيه عدد كبير من النباتات التي تتبع العائلة النجيلية.
اراضي رطبة
وأوضح أن الجانب الاقتصادي والاجتماعي والديموجرافي. وجد ان عدد الأسر المستفيدة من محمية الحسوة يبلغ حوالي 158اسرة متوسط 7 أفراد لكل أسرة وبذلك يكون الاجمالي 1106 مستفيدين،ويشكل المستفيدون الذين أعمارهم أكثر من 50سنة حوالي 10 % بينما الذين أعمارهم من 31 - 50 سنة يشكلون حوالي 19 % والذين أعمارهم بين 30-15 سنه 41 % بينما البقية والذين تتجاوز أعمارهم بين 1 - 14 سنة فيشكلوا 30 % ،وقد بلغت نسبة الأمية بين الذكور حوالي 50.4 % وبين الإناث 65 % . وتشكل محمية الحسوة الطبيعية مصدر رزق أساسي لشريحة واسعة من المجتمع واهم الأنشطة التي تمارس في المحمية هي: الزراعة:يبلغ عددهم 96 مستفيد منهم 17 يعملون في وظائف حكومية أو يحصلوا على معاشات تقاعدية ويعتمدون على زراعة الأعلاف لحيواناتهم أو لبيعه في المناطق المجاورة أما بالنسبة للرعي يبلغ عدد العاملين في هذا النشاط 10 رعاه ويستخدمون المرعى كمصدر أساسي للرعي ويبلغ عدد الحيوانات التي ترعى في المحمية كالتالي: أبقار (193) وجمال ( 69) وضان /ماشية ( 1097) وحمير( 22) . أما بالنسبة لصناعة الخل فأشار مدير الهيئة إلى أن عدد المستفيدين من هذه الصناعة 10 اسر ويبلغ متوسط ما يتم استخراجة من الخل في المتوسط حوالي 20لتر يومياً يباع بعد تخميره لمدة 40 يوما في منازلهم و يبلغ عدد المستفيدين من الاحتطاب والتعشيب 50 وتبلغ الكمية المقتطعة من الاحطاب من قبل الرجال حوالي 2متر مكعب يومياً من نبات المسكيت بينما المستفيدات من الاحتطاب فاستفادتهن محصورة على الحطب المستخدم في الوقود وكذا التعشيب والبعض يبعن حطب نبات العصل في حزم صغيرة .و يتركز هذا النشاط في شريحة النساء حيث يبلغ عدد النساء المستفيدات من أوراق نخيل البهش في الصناعات الحرفية حوالي 105 نساء من المناطق المجاورة للمحمية واهم المنتجات هي السلق والمسارف والمكانس وغيرها من الصناعات التقليدية.