غزة /14 أكتوبر / نضال المغربي :ردت إسرائيل على مقتل إسرائيلي في هجوم صاروخي من قطاع غزة بتكثيف الهجمات الجوية أمس الخميس والتي أدت إلى زيادة عدد القتلى من الفلسطينيين في القطاع إلى 17 خلال اليومين الماضيين.وكان أغلب القتلى الفلسطينيين من النشطاء ولكن كان بينهم أيضا رضيع عمره ستة أشهر.وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في طوكيو حيث التقى بوزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس قبل زيارتها إلى إسرائيل والضفة الغربية المحتلة الأسبوع المقبل لحث خطى محادثات السلام “إننا في ذروة المعركة.”ولكن أولمرت كان يلمح فيما يبدو إلى أن شن عملية برية كبرى في قطاع غزة ليس وشيكا قائلا إن قتال إسرائيل مع النشطاء “عملية طويلة” وإنه ليس هناك “صيغة سحرية” لوقف الهجمات الصاروخية عبر الحدود.وقال عاملون في المجال الطبي إن ستة فلسطينيين منهم خمسة على الأقل من النشطاء قتلوا في هجمات جوية أمس الخميس في قطاع غزة.وأطلقت حماس يوم الأربعاء الماضي صاروخا على بلدة سديروت الحدودية بعد مقتل خمسة من كبار أعضاء الحركة في غارة جوية إسرائيلية استهدفت سيارتهم مما أسفر عن مقتل مدني إسرائيلي وهو أول إسرائيلي يقتل منذ مايو.وقال الجيش الإسرائيلي إن 21 صاروخا و12 قذيفة مورتر أطلقت على إسرائيل من قطاع غزة اليوم الخميس. وأصيب ثلاثة وهرع وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي الذي كان يزور سديروت للاحتماء من الهجمات عندما انطلقت صفارة الإنذار.وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس والذي يتفاوض مع إسرائيل إن الهجوم العسكري الإسرائيلي “ليس له سوى معنى واحد.. أن حكومة إسرائيل التي تطبق بحصارها متعدد الأشكال على قطاع غزة وتحكم احتلالها بكل مظاهره في الضفة بالإضافة إلى عمليات القتل المتعمد إنما ترمي إلى تدمير عملية السلام ومحاولة فرض الاستسلام على شعبنا وسلطتنا الوطنية.”وقال أولمرت في ختام زيارة استغرقت أربعة أيام إلى اليابان “استمرار إطلاق صواريخ القسام على مدنيين أبرياء هو خطر كبير على استقرار” الاتصالات السياسية التي تجري بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.ولكنه قال إنه يعتزم عقد اجتماع آخر ضمن الاجتماعات المنتظمة مع عباس خلال الأسبوعين المقبلين.وتأمل واشنطن أن تسفر المحادثات عن اتفاق لإقامة الدولة الفلسطينية هذا العام ولكن الفلسطينيين يشكون من بطء خطى المفاوضات وقال أولمرت إن الهدف من المفاوضات هو فهم “المبادئ الأساسية” وليس التوصل إلى اتفاق كامل.
رضيع اخر ضحايا القصف الاسرائيلي
وفي جنازة حضرها المئات في غزة حمل والد الطفل محمد البرعي البالغ من العمر ستة أشهر الذي قتل في هجوم جوي على وزارة الداخلية التي تديرها حماس ابنه على ذراعيه.وقال كريستوفر جنيس المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) إن الطفل كان حفيد حارس يقيم مع أسرته في مجمع مدرسة تابعة للأونروا تساقط عليها الحطام والشظايا خلال القصف.وفي سديروت شيع الإسرائيليون روني يحيى (47 عاما) الذي قتل في الهجوم الصاروخي. وكان يحيى وهو سائق شاحنة وأب لأربعة أبناء قد أجريت له جراحة في الكلى وقتل عندما سقط الصاروخ في كلية كان يتلقى فيها تدريبا مهنيا.وفي طوكيو سأل الصحفيون رايس إن كانت حثت أولمرت على عدم استخدام القوة المفرطة في الرد على الهجمات الصاروخية من غزة.وقالت “أعتقد أن ذلك ليس طريقة جيدة لمعالجة هذه المسألة. المسألة تتمثل في ان الهجمات.. الهجمات الصاروخية يجب أن تتوقف.”وقال وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني رياض المالكي متحدثا في القدس الشرقية “نحن ندين بوضوح وبصراحة وبشكل مباشر تلك الصواريخ التي تطلق.. وما هي إلا ألعاب نارية.. ولكنها في النهاية تقتل مدنيين إسرائيليين.”وأضاف “ولكننا في الوقت ذاته ندين كل التوغلات الإسرائيلية داخل غزة وقتل المدنيين الفلسطينيين وتدمير منازلهم ومنعهم من التمتع بحياة طبيعية.”وفي بلدة نابلس بالضفة الغربية قال مسؤول في مستشفى وسكان إن القوات الإسرائيلية قتلت اثنين من النشطاء في غارة على مخيم بلاطة للاجئين. وقالت المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي أن الجنود فتحوا النار بعد أن رصدوا رجالا مسلحين يهددونهم.