الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله
رام الله (الضفة الغربية) /14 أكتوبر/ رويترز: قال مسئولون فلسطينيون يوم أمس إن الرئيس محمود عباس أبلغ الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه لن يعيد ترشيح نفسه في انتخابات الرئاسة ما لم تتخل إسرائيل عن رفضها تجميد المستوطنات.وقال مسئول فلسطيني يطلعه عباس على أحدث التطورات بشكل منتظم وطلب عدم نشر اسمه إن الرئيس الفلسطيني أبلغ أوباما “أنه لن يترشح مرة أخرى للانتخابات الرئاسية (في يناير) إلا إذا التزمت إسرائيل بمتطلبات عملية السلام.”وأضاف المسئولون إن عباس أبلغ هذه التصريحات لاوباما للتعبير عن غضبه إزاء ما يراه الفلسطينيون تراجعا في الضغط الأمريكي فيما يتعلق ببناء منازل للمستوطنين في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين.لكن الطيب عبد الرحيم وهو مساعد رفيع للرئيس الفلسطيني نفى ذلك ووصف المكالمة الهاتفية بين عباس وأوباما بأنها كانت “دافئة وودية وصريحة.”وهدد عباس بالتنحي عن منصبه أكثر من مرة في الماضي. وكان قد جعل العودة إلى محادثات السلام مشروطة بوقف إسرائيل الأنشطة الاستيطانية بما يتوافق مع “خارطة الطريق” لعام 2003 .لكن مسئولين فلسطينيين ذكروا تفاصيل عن مكالمته مع أوباما أبدوا شكهم في إقدامه على هذه الخطوة. ولم تطرح حركة فتح التي هزمتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الانتخابات التشريعية التي أجريت عام 2006 مرشحا أخر للانتخابات الرئاسية المقررة في 24 يناير كانون الثاني.وأوضح أحد المسئولين الفلسطينيين “العلاقة بين الفلسطينيين وأمريكا يشوبها توتر شديد ... لقد تراجعوا عن مواقفهم السابقة.”ولم يتسن الحصول على الفور على تعقيب من القنصلية الأمريكية في القدس والمفاوض الفلسطيني صائب عريقات.وخلال اجتماع مع عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيويورك الشهر الماضي حث أوباما إسرائيل على الحد من الأنشطة الاستيطانية في تراجع خطوة عن مطلبه الأصلي بوقف عمليات البناء بموجب خارطة الطريق التي تحدد مسارا نحو إقامة دولة فلسطينية.واستبعد نتنياهو تعليقا كاملا للبناء داخل المستوطنات الموجودة بالفعل قائلا إن هناك حاجة لاستيعاب النمو الطبيعي للمستوطنين.وأضاف مسئولون فلسطينيون انه في الوقت الراهن تحث واشنطن الفلسطينيين على استئناف محادثات السلام المعلقة منذ ديسمبر كانون دون تجميد النشاط الاستيطاني.ونقل أحد المسئولين عن جورج ميتشل المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط قوله لعريقات “تفاوضتم مع (رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ايهود) أولمرت بينما كانت الأنشطة الاستيطانية مستمرة. ما هو الفارق ألان..”ومن المتوقع أن يعود ميتشل للمنطقة في وقت لاحق هذا الأسبوع لمواصلة سعيه للتوصل إلى صيغة لإحياء محادثات السلام.وفي مقابلة أجرتها إذاعة صوت فلسطين مع عريقات قال إن من غير المرجح استئناف المفاوضات مع إسرائيل في المستقبل القريب وهو نفس ما ردده مسئولون إسرائيليون.وطلب نتنياهو من عباس بدء المحادثات على الفور دون شروط مسبقة. ويقول عباس انه يطلب فقط أن تنفذ إسرائيل التزاماتها بموجب خارطة الطريق.وشكك مسئولون بالحكومة الإسرائيلية في أن يبدي عباس مرونة تجاه إسرائيل قبل الانتخابات الرئاسية والتشريعية الفلسطينية المقررة خلال ثلاثة أشهر.