عبر الخلايا الجذعية
الخلايا الجذعية هي خلايا تعمل كجهاز إصلاحي للجسم، باستبدال خلايا أخرى عاطلة والحفاظ على وظيفة الأعضاء البشرية.. ويعتقد خبراء البحث الطبي أن هذه الخلايا قادرة على تغيير تاريخ الأمراض البشرية عن طريق استخدامها لإصلاح أنسجة الجسم، أو عن طريق دفعها للنمو بشكل عضو حيوي معين.وفي إنجاز طبي مصري جديد يضاف إلى قائمة الإنجازات الطبية المختلفة، تمكن فريق من الأطباء المصريين عبر الاستعانة بالخلايا الجذعية وزرعها بالحبل الشوكي في الظهر، من إعادة الحركة لأشخاص أصيبوا بالشلل الكلى فى الساقين نتيجة إصابات العمود الفقرى بكسور، مما يعد نجاحا وسبقا طبيا تاريخيا فى علاج مثل هذه الحالات على مستوى العالم.وتتسبب بعض حوادث السيارات في إصابة العمود الفقرى بكسور خطيرة ، مما ينتج عنه إصابة الشخص بالشلل الكلى في الساقين والإعاقة الكاملة عن الحركة، وهذه الحالة يصعب معها العلاج وإعادة حالة المريض إلى ما كانت عليه قبل الحادث.وأوضح الدكتور محمود الشربينى أستاذ أمراض الباطنة وطب الحالات الحرجة أن مصدر هذه الخلايا الجذعية التى تؤخذ من المصاب هو نخاع العظم والأغشية الداخلية المبطنة للأنف مع خليط من سائل النخاع الشوكى .وأضاف الشربيني أن الفريق الطبى قام بإجراء هذه الجراحات بمركز المخ والعمود الفقرى بمدينة المنصورة لعدد عشرين حالة استعاد معظمهم الحركة وتمكن سبعة من المرضى حتى الآن من المشى بمساعدة دعائم.وأشار إلى أن هذا السبق الطبى المصري جارى نشره فى الدورات العلمية العالمية، كما سيتم إبلاغ السلطات الطبية المعنية بهذه النتائج.ويضم الفريق الطبى الدكتور أحمد حلقة استشارى المخ والأعصاب بمصر وانجلترا ، والدكتور محمود الشربينى أستاذ العناية المركزة ، والدكتورة فرحة الشناوى استاذ الباثولوجى ونائب رئيس جامعة المنصورة ، والدكتور حشمت عياد كبير استشارى المخ والأعصاب بوزارة الصحة والدكتور عمر البنهاوى أستاذ جراحة الأنف وقاع الجمجمة.وفي هذا الشأن، أعلن أطباء أردنيون عن توصلهم إلى طريقة لتحسين حالة المصابين بالشلل النصفي الناجمة عن إصابة النخاع الشوكي، وذلك من خلال الحصول على خلايا جذعية عالية النقاوة يمكن أن تتحول إلى خلايا عصبية، وتستطيع توصيل المؤثرات العصبية التي تعرضت للقطع بسبب ضعف الخلايا العصبية أو قطع الحبل الشوكي.وأشار فريق طبي أردني إلى أنه تمكن من تطوير طريقة لتحسين حالة المصابين بالشلل النصفي الناجمة عن إصابة النخاع الشوكي جراء كسور شديدة في العمود الفقري.وأكد الدكتور زياد الزعبي مستشار جراحة العمود الفقري عضو الفريق الطبي، أن الطريقة الجديدة استخدمت لعلاج 8 من المرضى الأردنيين والعرب، وظهر التحسن عند عدد من المرضى الذين خضعوا للتجارب لمدة زادت على الثلاثة أشهر من ناحية السيطرة على الإحساس والتبول؛ علماً بأن التحسن يستمر لعامين أو أكثر.يذكر أن الكثير من المراكز العلمية اتجهت منذ سنوات لتطوير استخدامات الخلايا الجذعية في معالجة أمراض مستعصية ومزمنة، غير أن استخداماتها في مجال إصابات النخاع الشوكي والأمراض العصبية ما زالت في بدايتها؛ الأمر الذي يضاعف من أهمية هذا الإنجاز.[c1]الخلايا الجذعية.. تاريخ من الانجازات[/c]وفي إطار الحديث عن بعض استخدامات الخلايا الجذعية في علاج أنواع معينة من الأمراض، نجح أطباء روس في علاج أمراض سرطان الأطفال وأمراض الجهاز العصبي بواسطة الخلايا الجذعية لأول مرة في تاريخ الطب.وأشار البروفيسور جيورجي مينتكيفيتش نائب رئيس مركز علاج أمراض السرطان التابع لاكاديمية العلوم الطبية الروسية، بأن اللجوء إلى استخدام الخلايا الجذعية يتم فقط في الحالات المستعصية التي لا تستجيب للعلاج التقليدي بالأشعة والكيمياوي والجراحة، مؤكداً أن الخلايا الجذعية يحصل عليها أما من الشخص المصاب نفسه عن طريق جهاز المفرزة وأما من المتبرعين الأقارب.وأضاف مينتكيفيتش أن استخدام الخلايا الجذعية أدى إلى حدوث تقدم ملموس في علاج بعض الأمراض السرطانية، مبيناً نجاح العلاج في حوالي 60 في المائة من الإصابة بمرض هلاك الكريات الحمراء وخمسين في المائة من أورام الجهاز العصبي المركزي.من جهة أخرى، نجح باحثون في إنبات جذور وأربطة داعمة للأسنان، للمساعدة في عملية تصليح تاج أحد الأسنان، وذلك من خلال استخدام خلايا جذعية مأخوذة من ضرس العقل لأجسام بالغة في تجارب على خنازير صغيرة الحجم.وأشارالدكتور سونجتاو شي في كلية طب الأسنان بجامعة جنوب كاليفورنيا، إلى أن استخدام تقنية الخلايا الجذعية يقود إلى إعادة بناء وظيفة الأسنان في نموذج حيواني مشابه للإنسان.وأوضح شي أنه يأمل في السنوات القادمة أن يكون لدى مرضى الزرع عظماً كافياً في فكهم لدعم عملية الزرع، أما من ليس لديهم فإن هذا العلاج يعتبر بديلاً عظيماً.وتمكن علماء بريطانيون من إعادة النظر إلى أشخاص يعانون من العمي باستخدام خلايا جذعية، وذلك من خلال ترميم نظر مجموعة من المرضي الذين يعانون من تنكس بقعي باستخدام خلايا من عيون المرضي أنفسهم.وأوضح العلماء أن الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض حوالي 25 % وتزيد أعمارهم عن ستين عاماً ًفي بريطانيا، حيث ينقسم هذا المرض إلى نوعين، جاف ويتأثر به حوالي 90% ، ورطب ويتأثر به 10% ، وينتج عن تعطل خضاب الخلايا الظهارية في شبكية العين، وهي طبقة من الخلايا تقع تحت الشبكية.