صوفيا / متابعات:نظم (مركز الشرق الاوسط للدراسات الاستراتيجية والسياسية) في العاصمة البلغارية صوفيا طاولة حوار مستديرة بين الاديان تحت عنوان (الاسلام السياسي في العلاقات الدولية). وشارك في الندوة كما نقلت وكالة الانباء الكويتية (كونا) عدد من المفكرين السياسيين البلغاريين من اساتذة الجامعات ومستشرقين وممثلي المنظمات والمراكز الديمقراطية غير الحكومية والمعتمدة في جمهورية بلغاريا .وقال رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية محمد ابو عاصي في كلمته الافتتاحية ان الندوة الاولى هي جزء من سلسة ندوات يعتزم المركز اقامتها خلال العام الجاري في عدد مختلف من المدن البلغارية بين رجال الفكر والمثقفين والمهتمين بالشؤون السياسية والدينية وبهدف تعميق الحوار والعلاقات بين الاديان السماوية.ورأى أن الحوار في حد ذاته على قاعدة الاحترام المتبادل للراى يخلق الاجواء المناسبة للتوصل الى التقارب والارتكاز على القواعد المبدأية والاخلاقية الاساسية المشتركة التي تجمع بين الاديان في اطار من التسامح وبعيدا عن التطرف ، مشيرا الى ان هذه المعايير تعمل على بناء مجتمعات ديمقراطية معززة بروح التلاقي والتظافر في زمن يملي معطيات جديدة على الدوام.من جهته شدد نائب رئيس القسم العربي بـ (جامعة صوفيا) البروفسور فلاديمير تشوكوف على ضرورة التعامل والحوار بسماحة الكتب السماوية والاقرار قبل كل شئ بحق كل منا في ممارسة شعائره الدينية الخاصة والبحث من خلال النقاش الحر عن القواعد الاساسية التي يمكن ان تمكنا من المضي قدما بمجتمعاتنا إلى لامام لمواكبة التقدم والتطور العلمي والاقتصادي في عالمنا المعاصر.فيما قال رئيس (مركز الدراسات الديمقراطية) في بلغاريا اميل تسنكوف انه يتعين على الفئة المثقفة والاكثر نضجا في المجتمعات ان تفصل بين قضايا التطرف والارهاب والدين سواء كان مسيحيا او مسلما او يهوديا.واكد أن التوصل الى اجماع في هذا الشأن سوف يرسخ قاعدة موحدة للتعامل مع الأحداث العالمية. وشارك المستشرق والسفير البلغاري السابق في الجزائر كرياك تسونيف في الندوة وقال انه لا يستطيع وهو يعتنق الدين المسيحي ان ينكر أن التطرف ليس له مكان محدد ولكن لابد لنا ايضا من الفصل بين التطرف في الدين والتطرف في استخدام الدين لتحقيق مكاسب او اهداف سياسية ، موضحا ً ان هناك العديد من المواطنين من مختلف الاديان ممن كان له فرصة الاحتكاك بهم من خلال عمله الدبلوماسي والذين يمكن وصفهم بمتطرفين ولكن في اطار علاقاتهم بدينهم وليس بالمجتمع ولذا ليس مصادفة ان يكون في الدين الاسلامي اربعة مذاهب تختلف وتتنوع وهنا لا يجوز ان نضع هذه الفئة ضمن تصنيف التطرف من النوع الاخر والذي يؤدي الى اقتراف اعمال اصطلح على أنها اعمال ارهابية.من جهته قال عارف عبدالله رئيس (جمعية التنمية الثقافية الاسلامية البلغارية) وهو عضو برلمان سابق عن (حزب المسلمين البلغار) انه لا يوجد مثقف أو متعلم او مهتم بالشؤون السياسية لا يدرك او لا يعترف حتى في قرارة نفسة بأن هناك حملة ظالمة على الاسلام بمحاولة نسب الارهاب اليه.وقال انه استنادا لما سبق الاشارة اليه من المتحدثين في هذه الندوة فانه يرى ان هناك شبه اجماع على ان الارهاب ظاهرة عالمية ليس لها دينا محددا او وطنا محددا وانه لا بد في هذا الاطار من التأكيد ايضا على الفصل القاطع بين الاعمال الارهابية ذات اهداف محددة تسعى الى زعزعة الاستقرار وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق وبين نضال اى شعب من شعوب العالم في مقاومة قوات تحتل بلاده من اجل تحقيق الحرية والاستقلال.وتساءل "من منا بشكل عام ومن الحاضرين والمشاركين في هذه الندوة بشكل خاص يمكنه ان يعارض تحقيق الحريات ومنح الشعوب استقلالها ورفض اى احتلال للشعوب بغض النظر كانت اوروبية او افريقية او اسيوية واستنادا لهذه القاعدة فانه لا يمكن أن نلصق بمقاومة أي شعب من الشعوب لاحتلال اراضية تهمة الارهاب او التطرف".وقالت نائبة عميد (كلية الصحافة البلغارية) الدكتورة فسلا تاباكوفا انها من خلال مشاركتها في السنوات الثلاث الاخيرة في العديد من الندوات والموائد المستديرة الفكرية الدولية يمكن ان تؤكد ان النسبة الاكبر من المفكرين واصحاب الرأي ممن يقرون بأن الارهاب قد اصبح ظاهرة دولية قطعوا شوطا غير هين في بحث اسباب وجذور الارهاب ، مشيرة الى ان المسؤولية الاكبر التي تقع على عاتق المفكرين والسياسيين تتبلور ليس فقط في ضرورة البحث والتحليل في أسباب ظاهرة التطرف وانما في البحث والتحليل عن سبل معالجتها والتي تعود في اغلبها الى اسباب اجتماعية او انعدام الوعي لأسباب اقتصادية.
الإسلام السياسي والعلاقات الدولية في حوار الأديان
أخبار متعلقة