الوقت يمضي كالسيف إلى نتائج فرز صناديق الانتخابات البلدية والنيابية، وموعد الفصل يقترب أيضا إلى نهاية نتائج من يربح ومن يخسر.. والخيام تحتدم والشعارات والصور ترفع والنساء والرجال يمسكون بالأيدي على قلوبهم!! لا يهم فالرابح الأول: مملكة البحرين الفتية التي تخوض انبل واجمل مباراة ديمقراطية على ميدان سلطة القرارات التشريعية، في اروع ابعاد معانيها التاريخية في المنطقة برمتها، كل شيء يأخذ في نتائجه روح نكهة خصوصية افرازاته الاجتماعية.. ولأن البحرين لها خصوصية مميزة في تاريخ تطورها الاجتماعي وفي عفو خاطر وتسامح أهلها.. وتلقائية رقّة وبساطة نسائها وعذوبة اطفالها فقد حباها الله دوراً تاريخياً تأثيرياً خيرا متسامحا يمكن أن تلعبه في المنطقة برمتها.. سيما وهي تخطو هذه الخطوات الديمقراطية في حياة واعدة تفتحت زنابقها في مشروع الاصلاح الوطني، الذي نراه يجسد روحه المباركة في الانتخابات البلدية والبرلمانية. الا ان ما يصدم عفو خاطر بسطاء وشرفاء هذا الوطن، غاشية مظاهر توحش الإسلام السياسي الذي يتوعد منافسيه من على منابر المساجد بعذاب القبر والنار والكفر، اذا اعطى احدهم صوته لهذا وحجبه عن ذاك والويل والثبور وعظائم الامور في الإقصاء والتكفير وكيل الاباطيل والافتراءات.. وهي سجايا واخلاقيات غريبة على المجتمع البحريني الذي يتصف بالتسامح والبساطة وتلقائية عفو الخاطر الانساني. وقد وفدت سجايا الكراهية والعنف والتطرف والكذب والنفاق وتوظيف الدين في مقاصد سياسية ومصالح نفعية، عن طريق افكار وتعاليم وارشادات السلفية وجماعة الاخوان المسلمين. ولم يعرف الإسلام السياسي لجماعة الاخوان المسلمين والسلفية والفرق الطائفية والمذهبية، الذين تورطوا في العمل السياسي وسخروا الدين لاهدافهم ومصالحهم السياسية والطائفية، صدقية الموقف ونزاهة الكلمة فشأنهم شأن المنافق الذي اذا تحدث كذب واذا وعد اخلف واذا أؤتمن خان.. مستجليين في حقيقتهم الاسلاموية برهانية المنافقين. ولقد تبوأ الإسلام السياسي نشاطه منذ الاربعينات في حركة الاخوان المسلمين، وانتشر كالهشيم في النار عبر اموال البترول في الخليج والجزيرة العربية، ومنذ اكثر من نصف قرن والشعوب العربية تواجه اكاذيب واضاليل الاخوان المسلمين في الافتراء على سماحة الدين بالانغلاق والعنف والتطرف وتسييد مفاهيمهم وافكارهم الايدلوجية على سائر الافكار والايدلوجيات الاخرى، حتى توهّم كثيرون من البسطاء والسذج بان الفكر الاخواني هو المصدر الحقيقي للاسلام وخلافه هراء لا يمت إلى الإسلام بشيء .. وان منهج جماعة الاخوان المسلمين منهج في حقيقته الاسلامية لا يأتيه الباطل مطلقا.. وهو ما اكده الشيخ حسن البنا ومن بعده سيد قطب بانه: "على كل مسلم ان يعتقد ان هذا المنهج كله من الإسلام، وان كل ما نقص منه نقص من الفكرة الاسلامية الصحيحة". وبهذا النص الاخواني في المنهج السياسي الإسلامي، ترى جماعة الاخوان المسلمين ان منهجها هذا الذي أتى بنصه امامهم "الشهيد" حسن البنا هو الدين الإسلامي ذاته وان كل من يعارضه يعارض حقيقة الدين الإسلامي، لانه كله من الإسلام وان كل نقص منه نقص من الفكرة الاسلامية الصحيحة. ان انتشار جماعة الاخوان المسلمين شرقا وغربا وشمالا وجنوباً في اصقاع الدول العربية والاسلامية.. يعني انتشار افكارهم ومواقفهم ورؤاهم الايدلوجية الاسلاموية المتطرفة التكفيرية تجاه الاخرين في الاقصاء والتكفير.. وان كل من يخرج على برنامجهم الذي يشكل جواهر مكنونة في حقيقة الإسلام فقد خرج على الدين وشهر إلحاده. ولقد توحدت نشاطات الاخوان المسلمين ومواقفهم الايدلوجية والسياسية في كل مكان على منهاجي الامامين الشاخصين حسن البنا وسيد قطب، ومن لف لفهما شاخصاً من أئمة وامراء التكفيريين في قيادة مركزية عالمية توجيهية واحدة في الرعاية والارشاد والافتاء لهذه الجماعة، حتى استبد التشابه فيما يجوز وما لا يجوز اينما تواجد اخواني او اخوانية. وقد تتكرر فضيحة مرشد الاخوان المسلمين مهدي عاكف هنا او هناك او في اي بلد آخر في تنكره لوطنه مصر حين قال: "طز في مصر وابو مصر واللي في مصر" وتأتي الانتخابات البرلمانية في البحرين لتكشف للمتتبع ذات الاساليب الاخوانية التي تمارسها هذه الجماعة، سواء في الافتراءات والتلفيقات والتشويهات غير الاخلاقية ضد المنافسين لهم في هذه الدائرة الانتخابية او تلك، والادعاء زورا وبهتاناً ضد هذا المترشح او هذه المترشحة بالفاظ وتعابير يعف عنها اللسان.. وتتوافر اموال طائلة في الصرف على حملاتهم الانتخابية، لا يعلم الا الله مصدرها لهذا المترشح الاخواني الذي لا يتورع في بذل اي شيء وكل شيء، فالغاية تبرر الوسيلة من اجل الوصول إلى قبة البرلمان، ومهما عظم الافك والافتراء الاسلاموي من اجل اسقاط اي ليبرالي او ليبرالية في عدم الوصول إلى سلطة القرار التشريعية ونشر توجهاتهم وآرائهم الغربية الحداثية. ولم يقتصر الوضع الانتخابي على الهياج الاسلاموي السلفي والاخواني في تفعيل شتائم الاباطيل والاكاذيب التي ما أنزل الله بها من سلطان ضد الليبراليين والعلمانيين الذين يكرسون حقيقة مواطنيتهم الانتخابية، للنهوض برفعة الوطن التنويرية وانما ايضاً من جهات طائفية مذهبية، ترى انهم وحدهم دون غيرهم من المترشحين الصالحين المؤمنين الطاهرين في شعار يرفعونه هنا او هناك "ان صوتك للمترشح غير الصالح رصاصة في قلب دين الله والوطن" او " ان المشاركة في الانتخابات وإيصال المترشح الصالح إلى المجلس النيابي وظيفة شرعية لا تفريط فيها". وتراهم يبررون غاياتهم بعاهات وسائلهم حتى لو تجاوزوا في تمثيلهم على ذات صحابي جليل في مقارنته بأحد الظلاميين المهووسين ".." وتأتي مهزلة احد اليساريين الذين يتسقطون وصولهم إلى البرلمان عن طريق فتات موائد الظلام الطائفي والمذهبي، منوها بان الشيخ علي سلمان ( رئيس و مرشح جمعية الوفاق الإسلامي الشيعية) مضمون وصوله إلى البرلمان لانه محصن بقوة إلهية، وطالما نحن معه فالله سوف يوفقنا معه في النجاح.. هكذا يتشكل وهم غيب الخرافة حتى لدى بعض الليبراليين في التهافت حتى الموت للوصول إلى قبة البرلمان. إن الإسلام السياسي الاخواني لا رابط امامه الا رابط المصلحة الذاتية، لانه يرى ان ذات مصلحته من ذات مصلحة دين الله وشرعه.. وهذا افتراء ما بعده افتراء على حقيقة دين الله وشرعه. ـــــــــــــ [c1]كاتب سعودي [/c]
|
فكر
إذا جاءك الظلاميون !
أخبار متعلقة