مدن عربية وعالمية
[c1]* عاصمة دولة الإمارات[/c]مدينة أبو ظبي حاضرة إمارة أبو ظبي وعاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة ، تقع على جزيرة مثلثة تتوسط الساحل الشمالي لدولة الإمارات على الخليج العربي، وتشرف على جبهة بحرية ضحلة تكثر في غربيها الشطوط الرملية، وتكاد تلامس اليابسة من جهة الشرق، ويتصل رأسها بالبر عن طريق جسر المَقْطَع القديم وجسر العين الحديث. يرجع تاريخ الجزيرة إلى ما يقرب من 3000 سنة ق.م، كما دلت الحفريات الأثرية في جزيرة أم النار المجاورة لها والتي أثبتت وجود علاقات تجارية لها مع شبه القارة الهندية. ومنذ ظهور الإسلام، ارتبط تاريخ أبو ظبي بتاريخ الدولة العربية الإسلامية عامة وتاريخ منطقة الخليج خاصة. أما تاريخ المدينة الحديث فيبدأ بعد تخلص منقطة الخليج من القوات البرتغالية الغازية على أيدي الأئمة اليعاربة. لم تكن المدينة في أول نشأتها أكثر من قرية متواضعة من قرى الصيد ، وكانت بيوتها تتألف من سعف النخيل مع عدد قليل من البيوت المبنية من الحجارة، بالإضافة إلى قلعتها القديمة وسوق الهنود القريبة منها، وقد نمت المدينة نمواً بطيئاً جداً على طول جبهة بحرية شرقية غربية تمتد كيلومترين ونصف الكيلو متر، ويقارب عمقها كيلومتراً واحداً وكانت هذه نواة المدينة التي زالت فيما بعد، ولم يبق منها سوى الحصن (القلعة) الذي يشغله الديوان الأميري اليوم.وترجع البداية الحقيقية لنمو المدينة إلى أوائل الستينات، وإلى عام 1967 بوجه خاص، ابتداءً بمنطقة النواة القديمة المجاورة للبحر وتوسعاً نحو الشرق والغرب، ثم نحو الجنوب ، ولكنه كان نمواً عشوائياً إلى حد كبير. ومن تتبع التاريخ العمراني للمدينة، يلاحظ أنها مرت في مراحل ثلاث، تتفق في جوهرها مع طبيعة نمو معظم أنماط المدن المعروفة، فهي قد نشأت على البحر حول نواة قديمة تحت حماية القلعة. ثم اتسعت المدينة حول هذه النواة، ثم نمت بعض أحيائها متخطية القلعة، وامتدت أخيراً لتشمل قرية البطين الواقعة غربيها، وهي بهذا تحقق نظرية المدينة ذات النوى المتعددة.وقد أدت عملية الاختلاط بين هذه الأطوار الثلاثة إلى نوع من المزج في مورفولوجية نمو مدينة أبو ظبي واختلاف في وظيفة أجزائها فتحول بعض المناطق السكنية إلى مناطق تجارية وترفيهية وتحول بعضها الآخر من مناطق سكنية فقيرة إلى مناطق سكنية غنية حديثة البناء (منطقة البطين)، وتبدل حال غيرها من مناطق كثيفة السكان إلى مناطق أعمال وتجارة، كما هو الأمر في قلب المدينة.