مؤتمر شبوة الشامل انطلق من القاعدة المجتمعية ويجسد إرادة أبناء المحافظة


14 أكتوبر / خاص:
حاوره/ عبدالله المسروري:
في لحظة فارقة من تاريخ محافظة شبوة، ينهض «مؤتمر شبوة الشامل» كمشروع وطني بامتياز، لم يُفرض من أعلى، ولم يُصنع في كواليس السياسة، بل انبثق من عمق المجتمع الشبواني، وتكوّن لبنةً لبنة، من المركز إلى المديرية، ومن المواطن إلى المندوب، في مشهد ديمقراطي نادر يعكس نضج الوعي المحلي وصدق الإرادة الشعبية.

- نعمل على بناء مظلة جامعة تعيد لشبوة دورها الوطني
- رؤية المؤتمر استقلالية القرار العسكري وإنشاء شركة بترو شبوة ومصفاة وميناء ومحطات كهرباء غازية
- الإجماع حول المحافظ بن الوزير ثمرة قيادة حكيمة ونهج «شبوة أولًا»
هذا المؤتمر لم يولد خارج الإطار الوطني، بل تأسس على قاعدة مجتمعية صلبة، تُجسّد تطلعات أبناء شبوة في بناء مظلة جامعة تتجاوز الانقسامات، وتعيد رسم دور المحافظة في المشهد الوطني، سياسيًا وتنمويًا.
لقد اختار المجتمع ممثليه ومندوبيه مباشرة، في عملية تشاركية شفافة، تُعيد الاعتبار لفكرة التمثيل الحقيقي، وتُمهّد لمرحلة جديدة من العمل الجماعي المسؤول.
وفي حوار خاص مع صحيفة «14 أكتوبر»، كشف العميد صالح علي بلال، رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر شبوة الشامل، عن تفاصيل دقيقة تتعلق بالتحضيرات الجارية لإشهار المؤتمر، والهيكل التنظيمي، وآليات التمثيل، إضافة إلى الرؤية الاستراتيجية التي يحملها المؤتمر لتوحيد أبناء شبوة وتعزيز دورهم في رسم مستقبل محافظتهم، كما تطرق إلى حالة الإجماع السياسي والمجتمعي حول المحافظ عوض محمد بن الوزير، واعتبرها نموذجًا نادرًا في المشهد الوطني.
التحضيرات والإشهار.. توقيت محسوب وقرار جماعي
في مستهل حديثه، أوضح العميد بلال، أن التحضيرات لإشهار المؤتمر استغرقت وقتًا طويلًا نظرًا لخصوصية المحافظة وتعقيداتها السياسية والاجتماعية.
وأشار العميد بلال إلى أن اللجنة التحضيرية حرصت على أن تكون الجلسة الختامية للمؤتمر نقطة انطلاق ناجحة، مؤكدًا أن تحديد موعد الإشهار بات مرتبطًا بالمحافظ عوض محمد بن الوزير، الذي فُوّض من قبل كافة الفعاليات السياسية في شبوة لاتخاذ القرار المناسب.
هيكل تنظيمي يعكس التوازن والعدالة
وحول الهيكل التنظيمي للمؤتمر، أوضح العميد بلال أن الفكرة انطلقت من جمعية شهداء وجرحى الثورة السلمية والمقاومة الجنوبية بمحافظة شبوة، وتم تشكيل اللجنة التحضيرية بالتوافق مع السلطة المحلية، مع تمثيل المديريات وفق معيار المساحة والسكان.
وأضاف العميد بلال أن لجان التواصل شُكّلت في المديريات، وتم تحديد نسب التمثيل في هيئات المؤتمر بما يضمن عدالة التوزيع وواقعية التمثيل، مؤكدًا أن الهيكل التنظيمي يعكس خارطة شبوة بكل تنوعاتها.
اختيار الأعضاء.. من القاعدة إلى القمة
وفيما يتعلق بآلية اختيار أعضاء المؤتمر، أشار العميد بلال إلى أن كل مركز انتخابي مثّل بمندوب منتخب من مجتمعه، وهو ذاته رئيس لجنة المؤتمر في المركز، ما أتاح تمثيلًا عادلًا لكافة مناطق المحافظة.
وأكد العميد بلال أن الاختيار تم عبر اجتماعات موسعة في المديريات، وبمشاركة فاعلة من الشخصيات الاجتماعية والسياسية والسلطات المحلية، ما عزز من شرعية التمثيل وعمق المشاركة.
تمثيل شامل للشباب والمرأة والمغتربين
أكد العميد بلال أن الشباب والمرأة حظيا بتمثيل واضح في اللجنة التحضيرية وفي الهيئات التنفيذية، حيث توجد دوائر خاصة تُعنى بقضاياهم، إضافة إلى وجود ممثلين لأبناء شبوة في الخارج ضمن اللجنة، عبر إدارة العلاقات الخارجية التي تعنى بشؤون المغتربين وتضمن مشاركتهم الفاعلة.
الإجماع حول المحافظ بن الوزير.. قيادة تصنع الثقة
وعن حالة الإجماع السياسي والمجتمعي حول المحافظ عوض محمد بن الوزير، قال العميد بلال إن هذا التوافق غير المسبوق جاء نتيجة لدور المحافظ الريادي في استقرار المحافظة، وإغلاق السجون السرية، وتبني نهج العفو والتسامح، فضلًا عن دعمه للمؤسسات الأمنية والقضائية والتعليمية.
وأضاف العميد بلال أن المحافظ بن الوزير يقف على مسافة واحدة من الجميع، ويرفع شعار «شبوة أولًا»، وهو ما عزز الثقة بينه وبين مختلف القوى السياسية.
مظلة جامعة تتجاوز الانقسامات
وحول رؤية المؤتمر لتشكيل مظلة موحدة، أوضح العميد بلال أن اللجنة التحضيرية وجهت دعوات لكافة الأحزاب والمكونات السياسية ومنظمات المجتمع المدني، ونظمت ورشة عمل بإشراف مختصين من جامعة شبوة، تم خلالها توحيد الرؤى وإقرار النظام الأساسي.
وأكد العميد بلال أن المؤتمر بُني من القاعدة، بدءًا من المركز، مرورًا بالمديرية، وصولًا إلى الجلسة الختامية التي ستجمع كل الفعاليات السياسية، بهدف تجاوز الانقسامات وتعزيز اللحمة المجتمعية.
نحو كيان مؤسسي دائم
وأشار العميد بلال إلى أن الهدف من المؤتمر هو الاستمرارية، ومواكبة التطورات، وتحويل المظلة الجامعة إلى كيان مؤسسي دائم يخدم المحافظة، وفق نظام أساسي ينظم دورات الانعقاد وانتخاب الهيئات، ويضمن التفاعل المستمر مع قضايا شبوة.
رؤية مستقبلية ومطالب استراتيجية
وفي سياق الحديث عن مستقبل شبوة، شدد العميد بلال على أن المؤتمر يسعى ليكون رديفًا للسلطة المحلية، ويهدف إلى نيل الحقوق السياسية والوظيفية والخدمية والاقتصادية، بما في ذلك إنشاء منطقة عسكرية مستقلة، وشركة بترو شبوة، والمصفاة، والميناء، ومحطات الكهرباء الغازية.
كما أشار العميد بلال إلى أن المؤتمر يحمل رؤية واضحة للعلاقة مع السلطة المركزية، تقوم على الشراكة التي تحفظ لشبوة مكانتها وفق معاييرها السكانية والجغرافية والتاريخية.
دعم دولي لمؤتمر شبوة الشامل
ولفت العميد بلال الى أن مؤتمر شبوة الشامل يحظى باهتمام إقليمي ودولي متزايد، مشيرًا إلى أن هذا الدعم يعكس إدراك المجتمع الدولي لأهمية الاستقرار في المحافظة ودورها المحوري في المشهد الوطني.
وكشف العميد بلال عن لقاءات أجراها مع معهد الحوار الإنساني في باريس، إضافة إلى اجتماعات مع ممثل الأمم المتحدة، مؤكدًا أن هذه الجهات «سعت إلينا ولم نطلب اللقاء بها»، في إشارة إلى المبادرة الدولية للتفاعل مع جهود أبناء شبوة.
وأشار العميد بلال إلى عقد اجتماعات موسعة مع أبناء المحافظة في العاصمة عدن، ضمن إطار تعزيز التواصل المجتمعي وتوحيد الرؤى حول مستقبل شبوة، مؤكدًا أن المؤتمر يمثل منصة جامعة لكل الأطياف السياسية والاجتماعية بعيدًا عن الإقصاء أو التهميش.
نموذج يُحتذى به
وعن إمكانية أن يشكل المؤتمر نموذجًا للمحافظات الأخرى، قال العميد بلال إن مؤتمر شبوة الشامل مكون مستقل يُعنى بحقوق المحافظة، لكنه يحمل امتدادًا وطنيًا يمكن أن يُحتذى به، مؤكدًا أن المؤتمر يحمل بعدًا رمزيًا يعيد الاعتبار لتاريخ شبوة ودورها في التحولات الوطنية، ويضعها في مكانها الطبيعي الذي يطمح إليه أبناؤها.
تحديات وصبر وثبات
وفي ختام الحوار، تحدث العميد بلال عن أبرز التحديات التي واجهت اللجنة التحضيرية، ومنها السعي لتحقيق الإجماع والعمل بالممكن، مؤكدًا أن أي عمل كبير يواجه صعوبات، لكن بالصبر والثبات تتحقق الأهداف.
ووجّه العميد بلال رسالة إلى أبناء شبوة في الداخل والخارج، قائلًا: «نحيي كل أبناء المحافظة، ونخص أسر الشهداء والجرحى الذين قدّمت جمعيتهم هذا المشروع الهام، وندعو الجميع إلى الاصطفاف خلف محافظهم ومؤتمرهم لنيل كافة حقوقهم.»