توفير المستلزمات التعليمية وتأهيل المعلمين هو امتداد لمشاريع نفذها المركز بلحج في بناء وترميم وتأهيل عدد من المدارس




14 أكتوبر/ خاص:
استطلاع / صادق أحمد :
يواصل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية دعم قطاع التعليم في بلادنا، لمساعدة الآلاف من طلاب ذوي الأسر الأشد احتياجاً والأسر النازحة، بهدف تشجيعهم على مواصلة التعليم في عدد من المحافظات اليمنية.
وبلغ عدد الطلاب المستفيدين من مشروعين مولهما المركز مطلع العام الدراسي الجاري 2025م - 2026م قرابة عشرين ألف طالب وطالبة في أربع محافظات يمنية هي (“لحج، أبين، تعز، الضالع)، وكذلك تدريب وتأهيل 1,141 معلماً ومعلمة في المحافظات المذكورة على أفضل الممارسات التعليمية الحديثة، في سياق التعليم المسُرع والنشط من أجل إفهام الطالب ورفع المستوى التعليمي، ومنح المعلمين الحقائب التدريبية والوسائل التعليمية وحقائب متعلقة بأنشطة الرياضة المدرسية، بالإضافة إلى توفير صناديق الإسعافات الأولية وأدوات نظافة للحفاظ على نظافة البيئة المدرسية، لتهيئة مناخ تعليمي ملائم.
وتدعم المملكة العربية السعودية عبر ذراعها الإنساني مركز الملك سلمان للإغاثة عدداً من البرامج والمشاريع في قطاعات خدمية متعددة من بينها قطاع التعليم.
وفي مطلع العام الدراسي الجاري، قدم المركز دعماً لقطاع التعليم تضمن تأهيل الكوادر التربوية، وتحفيز الطلاب على مواصلة التعليم للحد من ظاهرة التسرب المدرسي، من خلال تحسين البيئة التعليمية للأطفال النازحين والمجتمع المضيف.
وعبر عدد من الكوادر التربوية والتعليمية في محافظة لحج، حول مشروعي توزيع الحقيبة المدرسية والزي المدرسي المنفذين بدعم مركز الملك سلمان للإغاثة، ومدى الأثر الذي أحدثاه في سياق تعزيز العملية التعليمية بالمجتمع المحلي المضيف ومواقع النازحين، من خلال توفير المستلزمات التعليمية وتأهيل المعلمين، وهو امتداد لمشاريع نفذها المركز في وقت سابق بلحج من بناء وترميم وتأهيل عدد من المدارس.
دعم مركز الملك سلمان يعيد الطلاب إلى المقاعد الدراسية في مخيمات النزوح:
في مدرسة مخيم المشقافة للنازحين شرق مديرية تبن بمحافظة لحج، يقول مدير مدرسة المخيم الأستاذ أمين صالح سبيت: إن دعم مركز الملك سلمان للإغاثة شجّع 100 تلميذ وتلميذة على العودة إلى مقاعد الدراسة في مدرسة المخيم، بعد أن تسربوا من التعليم في العام الماضي إثر ظرف النزوح وعدم إمكانية الأسر النازحة على توفير المستلزمات الدراسية من زي وحقيبة مدرسية لأبنائهم.
ويوضح الأستاذ أمين سبيت: أن توزيع مركز الملك سلمان للإغاثة الزي المدرسي والحقائب المدرسية وأدوات النظافة الشخصية للتلاميذ في مدرسة المخيم، كان له أثر إيجابي ومفرح للغاية، وخلق المزيد من الرغبة لديهم لمواصلة العام الدراسي بعد أن ترك بعضهم الدراسة العام الماضي.. مؤكداً أن وجود المستلزمات المدرسية التعليمية للطلاب كان لها دور إيجابي.
وسرد سبيت في معرض كلامه إحدى قصص النجاح فقال: إن طفلاً وأخته في الصف الأول الابتدائي في مدرسة المخيم، كانا يتداولان قلم الرصاص الوحيد لديهما عند الكتابة، وعند توزيع الزي المدرسي والحقائب المدرسية التي تحتوي على المواد القرطاسية الكافية، خلق ذلك لديهما حافزاً نحو الاستمرارية في مواصلة الدراسة كغيرهما من تلاميذ المخيم.
وعرج الأستاذ سبيت في حديثه قائلاً: معلمات مدرسة المخيم أيضاً تحصلن على حقائب تتضمن المستلزمات التدريسية الخاصة بالمعلمين والمعلمات المستهدفين، ضمن المشروع الممول من مركز الملك سلمان للإغاثة الهادف إلى تشجيع التعليم في المحافظات المستفيدة.
في زيارتنا لمدرسة سعيد حيدرة يمنطقة الوهط التابعة لمديرية تبن - محافظة لحج، تحدثت الأستاذة ميرفت زين مديرة المدرسة قائلة: قبل تدخل مركز الملك سلمان، ومع مطلع العام الدراسي الجاري 2025م- 2026م، كانت ظروف الطلاب صعبة للغاية، يأتون إلى المدرسة بملابسهم العادية والغالبية منهم ليس لديهم حقائب مدرسية.
وتضيف زين: جميعنا في الإدارة المدرسية من معلمين وإداريين حاولنا التغلب على هذه الظروف إلى لحظة التدخل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي استهدف العديد من المدارس في مديريتي الحوطة وتبن بمحافظة لحج، وكذلك عدد من المحافظات اليمنية.
وأردفت الأستاذة ميرفت زين قائلة: كانت مدرستنا مستفيدة من مشروع توزيع الحقائب المدرسية والزي المدرسي وأدوات النظافة. وهذا الدعم كان حافزاً للطلاب والطالبات، حيث باتت الجدية لديهم واضحة من خلال التفاعل مع الدروس والمواظبة على الحضور. وأوضحت أنه حتى الطابور الصباحي شكل منظراً جميلاً من خلال الزي الموحد الذي تم توزيعه لهم.. مثمنةً هذه اللفتة الكريمة من مركز الملك سلمان للإغاثة التي قالت إنها جاءت في وقت يعاني معظم أولياء الأمور من عدم توفير المستلزمات المدرسية الأساسية لأولادهم كالحقيبة المدرسية والمواد القرطاسية والزي المدرسي.
من جانبه، قال سند محمد عبده رئيس مجلس الآباء بمدرسة سعيد حيدرة: نيابة عني وعن أولياء الأمور نثمن دعم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لأولادنا بالزي المدرسي والحقيبة المدرسية ومستلزماتها. فالدعم - حد تعبيره - أعطى الطلاب نفسية مختلفة وجدد الدافع لديهم في الذهاب إلى التعلّم.
يواصل سند حديثه قائلاً: أشاهد الطلاب في لحظات الصباح الباكر مقبلين نحو المدرسة بتفاعل ونشاط إيجابي ملحوظ، عقب حصولهم على الحقائب والزي المدرسي.
التدريب من أجل تجاوز العوائق المهنية لدى المعلمين:
ساعد مركز الملك سلمان للإغاثة 1,141 معلماً ومعلمة في المحافظات الأربع المستفيدة، من بينهم مختصون اجتماعيون في 8 مدارس بمحافظة لحج، ضمن مشروعي تعزيز العملية التعليمية بهدف تجاوز جملة من التحديات، من خلال التدريب والتأهيل الذي يعتبر حجر الزاوية، بحسب وصف الدكتور هشام السقاف، أحد القيادات التربوية والتعليمية في محافظة لحج ومدير مكتب التربية والتعليم بالمحافظة سابقاً، حيث قال: يعد التدريب حجر الزاوية في تحسين أداء المعلمين و المختصين الاجتماعيين على المستوى المهني والشخصي.
وأوضح السقاف أن: التدريب على صعيد المستوى المهني من خلاله يتعلم المعلمون والمختصون الاجتماعيون المهارات التقنية والعلمية، التي تمكنهم من أداء مهامهم بكفاءة عالية مما يؤدي إلى الارتقاء بالأداء المدرسي وتحسين جودة التعليم، وخلق بيئة تعليمية محفزة ومتطورة.
وأشار الدكتور السقاف إلى أن: التدريب يساهم في إحداث التغيير السلوكي الإيجابي المطلوب لدى طلاب المدارس. أما على المستوى الشخصي، فالأوضاع الاقتصادية الخانقة شكلت دافعاً كبيراً نحو احتياج المعلمين والمختصين الاجتماعيين للتدريب..
مؤكداً أن أهم العوائق المهنية في أداء الرسالة التعليمية للمعلم تتمثل في نقص الكوادر المؤهلة، حيث تعاني العديد من المدارس نقصاً في الكوادر التعليمية والإدارية المؤهلة، مما يؤثر سلباً على جودة التعليم وإدارة المدرسة بشكل عام، وضعف التواصل بين المدرسة وأولياء الأمور.
فيود المشهوري من إدارة الإعلام التربوي بمديرية تبن محافظة لحج، تقول إن: مركز الملك سلمان للإغاثة ساهم في دعم وتشجيع العملية التعليمية، من خلال تأهيل عدد من الكوادر التربوية بدورات تدريبية.. مشيرة إلى أن هذه الدورات أكسبتهم المهارات التربوية والتعليمية التي من شأنها تعزيز الأداء التعليمي للمعلمين والمعلمات، ليعود إثر ذلك في إفهام الطلاب من أجل تحصيل علمي ممتاز. يأتي التدريب والتأهيل من منطلق الحرص على ضرورة تحديث المهارات وتطوير الخبرات لدى الكوادر التربوية والتعليمية، حيث تضمن تدريب المعلمين والمعلمات في المدارس بالمحافظات المستفيدة استراتيجيات التخطيط للتدريس والتعليم النشط، كالتركيز على المتعلم (محور العملية التعليمية) باعتباره هو الفاعل الرئيس في بناء المعرفة، من خلال المشاركة والتجريب والاكتشاف، وليس مجرد متلقٍ للمعلومة.
كذلك تفعيل دور المعلم الذي يعد الميسّر والمحفّز للتعلم، بحيث يوجّه ويهيئ بيئة التعلم، ويستخدم استراتيجيات متنوعة تُشرك جميع المتعلمين وتراعي الفروق الفردية للتعلم، القائم على المشاركة والتفاعل الذي يعتمد على المنهج والحوار والعمل الجماعي والتعلم التعاوني والنقاشات المفتوحة، مما يعزز التواصل والفهم المشترك مع الربط بين التعلم والحياة الواقعية، من خلال الأنشطة التعليمية التي تنطلق من واقع المتعلم وبيئته لتجعله قادراً على تطبيق ما يتعلمه في مواقف حياتية أكثر واقعية.
فيما يواصل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تنفيذ برامج ومشاريع شملت قطاعات إغاثية وإيوائية وطبية تطوعية، وقطاعات خدمية مختلفة من بينها قطاع التعليم.
وكان المركز قد موّل بناء وإعادة تأهيل وترميم مدارس في عدد من المحافظات اليمنية، وتوفير الفصول البديلة. نُفذت تلك المشاريع عبر عدد من شركاء المركز المحليين والدوليين والأمميين، خلال الفترة الماضية. ولا تزال جهود المركز المباركة متواصلة في دعم بلادنا.

