لم يكن ذلك فحسب، بل طال هذا الارتفاع أسعار قطاع الخضار والفواكه التي رفع أصحابها أسعارها أضعاف الأسعار السابقة. كذلك لم يلتزم بائعو اللحوم والأسماك بالتسعيرة المحددة وكل واحد أشهَرَ مِديته على رقاب المواطنين.
إن فوضى الأسواق تتفاقم يوميا، في الوقت الذي يزداد المواطن معاناة من وضعه المعيشي الذي لا يتماشى مع هذه الارتفاعات المتصاعدة بشكل يومي. وقياسا على ذلك، لابد من أن تجد الأجهزة الرقابية حلولا عاجلة لإيقاف هذا العبث الذي يجري بعلم الجميع دون رادع.
مؤتمر الطاقة في ظل غياب الطاقة
عقد مؤتمر الطاقة خلال الأسبوع قبل الماضي على مدى يومين كاملين، ونحن نعيش ظلاما دامسا وليلا عابسا، وبوجود طابور شاخص من الإعلاميين خارج قاعة المؤتمر. هذا هو حالنا، كحال فقير قذفته أمواج الطلب وداسته ظروف العوز في ظلام ليل طويل ينتظر فجر يوم قادم.
إننا نشعر بالغبطة بأن تشهد مدينة عدن فعاليات متعددة ومؤتمرات تخدم الفرد والمجتمع وما تراه قيادتنا السياسية في حراكها لصالح الوطن ومصلحة الشعب، ولكننا أيضا من حقنا أن نكون مشاركين فاعلين في كل ما يجري حتى نشعر أننا جزء مهم من أي فعالية لقيادتنا لأن المجتمع ككل هو القاعدة الأساسية والعريضة التي من خلالها تتمكن الحكومة من التطور والنجاح والبناء التنموي المنشود.
ولذلك على الحكومة أن تحرص على إشراك المجتمع، وأن تضع الحقائق أمامنا بما تحتويه من خطط وبرامج آنية ومستقبلية إذا أرادت النجاح في أدائها ومهامها.
أما إذا بقيت الهوة قائمة بين المجتمع والسلطة فستبقى الحكومة تعيش في برج عاجي تحكم نفسها وتعبث بشعب قد تحمل المعاناة، ولا يمكن أن يدوم الصبر طويلا أمام الفقر والحاجة.
