ولأن الشارع قد كان الوحيد المتضرر من مسلسل الفساد طوال ما يقارب العقد من الزمن دون أن يقف - كما يقال - على عقاد نافع أو حتى بعض فعل صادق، حملتها التصريحات الرسمية والمسؤولة طوال تلك السنوات عن ملفات الفساد التي كانت تختفي بأمان وتتوارى بمجرد الإعلان عنها والإعتراف بها..
فإنه أي هذا الشارع المطحون والمستهدف في عيشه وبقائه وأمنه واستقراره لا يسعه اليوم؛ إلا مواصلة الانتظار عما سيسفر عنه هذا الحراك الرئاسي الحكومي الأخير بشيء من الخوف والقلق على أن تتكرر المأساة فيذهب فاسدون بما كسبوا ملتحقين بمن سبقوهم، ليفسحوا الطريق أمام طابور جديد من المفسدين الذين ينتظرون دورهم من اقتسام كيكة المال العام من ميزانية قابلة للهدر (على الكهرباء، وأصحاب الإعاشات والمتشاهرين بالدولار وأصحاب المناصب الوهمية في السلك الدبلوماسي)، الذين يستهلكون ثلثي الميزانية المقدرة بمئات الملايين من الدولارات، سامحين فقط بالفتات المتناقص ليذهب للمواطن المستثنى من أي اهتمام أو رعاية خدمية كانت أو معيشية أو تعليمية أو صحية... الخ.
انتظار الشارع اليوم لما ستسفر عنه تصريحات المجلس الرئاسي والحكومي من مواجهة ملفات الفساد والمفسدين الأولين واللاحقين، يجب أن لا تكون نتائجه كالقشة التي قصمت ظهر البعير.. وأما بعد.. ماذا؟؟!!