لا يحضرني اسم وزير التربية والتعليم وأعزو هذا لقلة تكراره على مسامعي فآخر مرة نودي باسمه كان عند تعيينه قبل عدة سنوات، وبعدها حدث الانهيار العظيم للمؤسسة التعليمية فقد تدنى مستوى التعليم وهمش دور المعلم وسحق الغلاء بقايا هيبة كان يحملها المعلم بين جنبيه. سأروي لكم حقيقة مؤلمة هناك مدارس حكومية بالعاصمة عدن تطلب إدارتها المساعدة من الأهالي لدفع رواتب المعلمين المتعاقدين فيها، ومع أن راتب المعلم المتعاقد لا يتعدى خمسة وعشرين دولارا إلا أن الحكومة ووزير التربية والتعليم يتنصلان عن الدفع، أيضاً هناك كارثة أكبر قادمة فحسب تقارير إحصائية هناك عزوف لدى الشباب الملتحق بالجامعات عن الذهاب للكليات المعنية بتخريج كوادر من المعلمين، وهذا يرجع إلى الجحيم الذي ينتظر من يذهب لهذه الوظيفة فالمعلم في وزارة التربية والتعليم لا يتعدى راتبة 60 دولارا أي أن جنديا يمنيا في القوات المشتركة التي يصرف عليها التحالف العربي يتقاضى راتب أربعة معلمين، ومع اني اشاهد الكارثة قادمة في مجال التعليم فبعد أقل من عقد لن يكون لدى وزارة التربية والتعليم كوادر تربوية مؤهلة بعد ذهاب الجيل الحالي للتقاعد، ولا يوجد بدائل سوى التعاقد مع كوادر أقل تأهيلا قد تحمل شهادات ثانوية أو مخرجات المعاهد المهنية، فهناك عزوف كبير عن مهنة التعليم لأنها أصبحت لا تؤمن مستوى دخل طبيعي للمعلم، ومع كل هذه الكوارث إلا أن الحكومة لم تكلف نفسها طلب استماع لوزير التربية والتعليم لعل له أسبابه الخاصة التي تمنعه من أداء مهامه الوطنية.. أحاول جاهداً تذكر اسم وزير التربية والتعليم لكن لم استطع تذكره لعل العيب مني أني لا أشاهد التلفاز، واتابع المشاريع التي يفتتحها الوزير بشكل مستمر في الوزارة ليرفع من جودة التعليم.