ولأن راهن الحال اليمني لا يسر عدواً ولا يفرح صديقاً جراء تدهور الأوضاع العامة في البلاد واهتراء شبكة التواصل وتباين وجهات النظر والأقوال والأفعال إزاء ما يعتمل في الساحة الوطنية، كان لزاماً على شتى المكونات والمجاميع السياسية والاجتماعية والثقافية استشعار حجم المسؤولية التي تستدعي تغليبا للمصلحة الوطنية العليا للبلاد دون عداها من المصالح والمكاسب الفئوية والجماعية وعدم استغلال الأحداث وتوظيفها في الكسب السياسي الرخيص الذي يعد مقدمة للآفات العديدة والهموم المفجعة .
على أنه من المستحسن أن نجتمع على الوطن وأن نختلف فيه ، رافعين شعاراً عمليا مفاده لكل حزبه والوطن للجميع، حيث يجب أن نعلم أن غياب الثقة فيما بين المكونات والمجاميع والتنظيمات السياسية والحزبية ، وتفشي فحش التآمر على بعضها إنما هو خيانة عظمى للوطن إن لم تكن خيانة لله سبحانه تعالى الذي يدعونا في كتابه العزيز إلى التآلف ونبذ الفرقة والاعتصام بحبله المتين.
ويداعب قلبي المرهف التواق لحياة الأمن والاستقرار والرخاء الاقتصادي شعور وثاب يبلور حقيقة هامة وحساسة تنزوي تحت جدران الوعي والفضيلة حيث تؤكد أن منابع وآبار الأزمات الخانقة والاحتقانات الشديدة ، والإرباك السياسي والاجتماعي والعلة الاقتصادية والفكرية والثقافية مردها جميعاً إلى حزمة الأخطاء التي ترتكبها بعض التيارات والمكونات والمجاميع السياسية والحزبية سواءً كانت في السلطة أم كانت في المعارضة ذلكم أن أزماتنا السياسية والأخلاقية والاقتصادية التي نعيشها حالياً هي عبارة عن تراكمات مسبقة لنظام الحكم السياسي السابق بكل أخطائه وللمعارضة نوعاً وحجماً لينبري شعبنا اليمني العظيم إلى سداد فاتورة باهظة من قوت يومه ، وإشراقة حياته ، وألم جوانحه .
. فلنخلص إلى حقيقة دامغة تؤكد على المسؤولية الجماعية المشتركة بين السلطة والمعارضة ، فالمعارضة هي سلطة الظل والسلطة هي السلطة الفاعلة حقيقة إذاً يجب أن تلتقي مكونات الشعب اليمني العظيم معاً وتقدم حلولا ناجعة لمختلف الأسقام السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية والعسكرية وبالذات راهن الحال اليمني بحيث تكون تلك الحلول مقبولة ومعقولة وقابلة للتحقيق.
فيلس هنالك منتصر أو مغلوب ، فالشعب حقيقة هو المنتصر وأعداء الوطن الذين أرادوا دفعه إلى أتون حرب أهلية ضارية هم المغلوبون.