رياض محفوظ
ها هو فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية، رجل المواقف الوطنية الصعبة.. رجل الحكمة اليمانية الحقة.. رجل العقل.. رمز التوافق الوطني.. عنوان مرحلة فاصلة في تاريخ اليمن ومنعطف خطير في تاريخ اليمن السياسي المعاصر.. ها هو يقف شامخـًا بكل ثقة وجسارة بطولية في خضم العصف الملتهب وساحة الاضطرابات التي تحيط بالوطن من الاتجاهات المختلفة ويحاصره العنف والفوضى والتهديد والوعيد ومختلف أصناف وأشكال الابتزاز السياسي الرخيص، من قبل جماعات وأحزاب وشخصيات متمترسة خلف أجندات وشعارات ويافطات قبلية ودينية وحزبية انتهازية نفعية ضيقة ليس لديها أدنى شعور بالمصلحة الوطنية، ولا هم لها سوى الكسب غير المشروع وخدمة مصالحهم الضيقة، ومن قبل طابور من أصحاب المنافع الشخصية وأرباب الفساد الذين أثروا ثراءً فاحشـًا وعلى امتداد عقود من الزمن وأصبحوا اليوم يشكلون خطراً على الوطن، ويهددون بإغراقه بمآسٍ وويلات شتى وتحويل حياة أبنائه إلى جحيم وفوضى عارمة.
وفي هذه الأثناء التي أصبحت العاصمة صنعاء ساحة لمظاهرات حاشدة تسعى كل جماعة وتيار سياسي وفصيل قبلي إلى الزج بكل إمكانياته لإخراج طوفان بشري هائل يجوب شوارع المدينة من أقصاها وطولاً وعرضـًا، لكي يقول كل منهم للآخر نحن الشعب نحن الوطن.. نحن الأقوى.
وفي ظل هذا الوضع المعقد والمتشعب والمتقاطع والمتشابك كيف لهادي أنْ يعمل؟ كيف له أنْ يحارب الإرهاب والتطرف باعتباره هدفاً إستراتيجياً لجهد ونهج وتوجه عالمي تسعى كافة القوى الدولية على محاربته والقضاء عليه، أينما وجد، بالأسلحة والوسائل الاستخبارية كافة.
واليمن للأسف أصبح أرضيةً وملاذاً آمنـًا للعناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة، الذي ينشط من اليمن، ويوجه نشاطه لضرب وتهديد المصالح الأجنبية، كيف له أن يذهب للقضاء على مافيا الفساد التي توغلت في مفاصل الدولة، وأصبحت تسيطر على كل موارد البلد الاقتصادية وتلتهم كل الدعم المقدم من الدول المانحة وتعطل عملية التنمية وتصبح كل التدابير مع ذلك الغول عديمة الجدوى.
ويتحمَّل المواطن وحده مكابدة العيش وفاتورة الأتعاب في كل لحظة.
كيف له أنْ يبني دولة النظام والقانون وبجانبه عصابات مافيا يحاصرونه من جميع الاتجاهات، وكيف له أنْ يحارب مافيات هي أصلاً تدمر البلد وتتحكم بكل سياساته واقتصادياته.
حقـًا أنَّ الأوضاع في غاية الصعوبة والتعقيد وعلى هادي أنْ يكون حاسمـًا وغير متردد في جميع قراراته الرصينة ويضع مصلحة الوطن فوق الجميع.
وقد كان الرئيس عبدربه منصور هادي عند مستوى المسؤولية عندما التقى أعضاء مجلس النواب وأعضاء مجلس الوزراء والشورى وقادة الأحزاب وممثلي منظمات المجتمع المدني ووضعهم وأبناء الوطن كافة أمام مسؤولية وطنية تاريخية لا جدال فيها لإنقاذ الوطن من الذهاب إلى المجهول، وتغليب مصلحة الوطن فوق مصالح الأحزاب والجماعات والأجندات المذهبية والجهوية. التي من شأنها تمزيق الوحدة الوطنية وتدمير اليمن وإغراق البلد في الفوضى والعنف وإعادته قروناً إلى الخلف.
ونحن على ثقة أنَّ فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لديه فرصة تاريخية أنْ يضع اليمن على مسار التقدم الحقيقي، ولديه فرصة ذهبية لإنقاذ اليمن من براثن التخلف والانهيار ولانتشالها من الوضع المزري والمتدهور الذي فرضته جماعة الفساد إلى حالة أفضل ولإخراجها من دائرة الصراعات والأزمات والفوضى إلى وضعٍ أفضل آمن ومستقر.
ولديه فرصة في أن يزرع الأمل والثقة لدى المواطن اليمن، ولديه فرصة لإرساء سلطة النظام والقانون ولتأسيس دولة المواطنة المتساوية.