هكذا قررت زيارة الصحيفة، لأنها ملاذي وبيتي، ومن فيها زملائي واخوتي بل وأساتذتي الذين قد مات أغلبهم.
تحية للشاب المتفتح، المنفتح حقيقة، الشاب الهدياني، فقد عرفته في صحيفة (اخبار عدن) وكان خير من يدعم وينشر بدون تحفظ، حتى وصل بمهنيته الصحفية الى هذا المنبر الهام.. وتحية للزميل الشاب عبدالرحمن أنيس وللطاقم التحريري كافة.. شبابا وشابات، شيوخا وأساتذة.
في حلقته السادسة وضمن برنامجه التنويري أقام مركز الرشيد للتنوير والتدريب والدراسات ندوة (حديث الثلاثاء) بمقره في خور مكسر، وشملت ثلاثة من الرموز التربوية الاكاديمية الذين كانت لهم عطاءات وبصمات رسمت معالم الحياة والنهضة في عدن والوطن ما جعلهم اعلاما يشار اليهم بالبنان.. وقد غادروا هذه الحياة بعد عطاءات جمة ترسخت في أذهان الأجيال وتخلدت الى أبد الدهر.
الدكتور صالح علي باصرة رئيس المركز افتتح الندوة عند السابعة من مساء الثلاثاء مقدما لمحة عن الندوة وأصحابها، مستعرضا حياتهم بحسب أدوارهم وترتيبهم وهم: الدكتور سالم عمر بكير والدكتور سعيد عبدالخير النوبان والدكتور جعفر عبده صالح الظفاري.. وهم أغنياء عن التعريف لكن اقتضت الضرورة أن يشار إليهم في هذا الوقت بعد نسيانهم والجحود بدلا من الوفاء لهم والتكريم وقد أتى الوفاء من مركز الرشيد ومن المحبين لهؤلاء الاعلام الافذاذ.
تحدث الدكتور صالح باصرة عن الدكتور سالم عمر بكير بشيء من الدقة والتفصيل منذ صباه، مشيرا الى تضحياته حتى وفاته في العام 1998م بعد ان داهمه مرض «السكري» بعد حرب صيف 1994م وانتقل الى المكلا ومات فيها مغبونا ولم يهتم به أحد.. لكن تاريخ عطائه كان باهرا ومؤثرا وذا قيمة هامة.
وتحدث الدكتور عبدالوهاب كويران عن الدكتور سعيد عبدالخير النوبان مستعرضا حياته وعطاءه ومناصبه وادواره الهامة في حياة التربية والجامعة والدولة والناس بالرغم من انه لم يكن منتميا لأي حزب، لكنه استطاع ان يفرض نفسه بالعلم والكياسة والمواقف الصلبة، ووصل الى أعلى المناصب وزيرا للتربية ورئيسا للجامعة وغيرها من المناصب التي لم يكن يجري وراءها، بل هي التي كانت تبحث عنه باستمرار.
وقدم الدكتور كويران عن حياة النوبان وكمعايش له الشيء الكثير وأضاف اليه الدكتور باصرة معلومات قيمة عن الرجل باعتباره ممن عايش النوبان وعملا معا واستأثرا باهتمام المثقفين والاكاديميين.
وعن الدكتور جعفر الظفاري.. تحدث المثقف الأديب والشاعر كريم الحنكي وقد أوجز وأفاض وكانت كلماته مؤثرة وهو ما حقق اعجابا لدى المتلقين الحضور في الندوة، وحقيقة يصعب نقل الوقائع كلها، لكن كريم الحنكي كان موفقا وهي سمة آل الحنكي في البلاغة والإيجاز وقد خبرت ذلك أنا شخصيا من شقيقه (الشهيد- الحي) احمد سالم الحنكي عندما كان رئيسا لتحرير (14 أكتوبر) وكنت احد المساهمين الذين تبناهم الشهيد- الحي، وانا هنا ادين بما وصلت اليه الى شخصين كريمين هما احمد سالم الحنكي ومحمد قاسم نعمان لانهما اتاحا لي الفرصة وعبدا لي الطريق.. فلهما الرحمة والثناء.
كريم الحنكي تحدث عن الظفاري العلم العالم المثقف وكشف عن الحياة البسيطة لهذا الرجل، لكن عظمة البساطة كانت في التركة التي ورثها للأجيال وكانت عظمته في علمه وتواضعه.
اعقب المحاضرة/ الندوة عدد من الملاحظات المهمة وتم الرد عليها.