حقاً لقد أعادتنا هذه السهرة إلى الزمن الجميل وأمتعتنا أسرة البرنامج بتقديم وجبة فنية متميزة إعداداً وتقديماً وإخراجاً , خاصة وقد اجتمعت لها عناصر النجاح من خلال الحديث المباشر مع من تبقى من الفنانين الكبار للتوقف عند تلك الفترة الغنية بالإبداع والعطاء والتألق.
لقد طاف بنا مذياع هذه السهرة الفنية انسيابياً في استرجاع الذاكرة بكل ما تحمله من معان ودلالات وبخاصة تلك الأصوات التي كانت عدن بوابة هذا الفن ولحج معينه الذي لا ينضب وبحيث أصبحت هاتان المدينتان شلالا متدفقا في بحر الفن اليمني والخليجي بصورة عامة و بكـل ألـوان الغناء الحضرمي والصنعاني والتعزي واليافعي وذلك بالطبع ليس غريباً على عدن السباقة في شتى فنون المعرفة والفن والإبداع والتجارة على مستوى دول المنطقة في تلك الفترة.
إن الابحار في ذاكرة من تبقى من جيل الرواد الغنائي والشعري عبر هذه الإطلالة الإذاعية الرمضانية لا تقتصر على مجرد التذكير بتلك النجوم التي سطعت في سماء الوطن والخارج .. ولا يزال بعضها صادحاً، فضلاً عن أن هذه السهرة بمثابة نافذة يتعرف من خلالها الجيل الجديد ممن لم يدركوا أو يعيشوا تلك الحقبة الزمنية الرائعة برموز الإبداع والفنون المتميزة التي رفعت راية اليمن خفاقة في سماء المنطقة، بل لعل الأهم في هذا السياق أن أجواء الألفة والحرية وقيم المجتمع المدني هي التي هيأت الأرضية أمام كل المبدعين .. وهو ما نحتاجه اليوم.
وثمة ما أقترح على أسرة البرنامج بأن يتم تطويره في قادم الأيام وبحيث يكون صوتاً وصورة ومساحة زمنية كافية للإبحار في ذاكرة من تبقى من هذا الجيل حتى تعم الفائدة وتستفيد منها الأجيال التي لم تعش تلك الفترة الغنية من العطاء والإبداع .. والتعرف أكثر إلى رعيل المبدعين الذين يستحقون وأسرهم لفتة كريمة تقديراً لعطاءاتهم.
ولن أنسى هنا أن أبعث بتحية مستحقة لأصحاب هذا العمل الإبداعي المتميز في إذاعة عدن وأسرة البرنامج من الزملاء صالح الوحيشي اعداداً وسمير الوهابي إخراجاً وصلاح بن جوهر وندا محمود من التقديم .. ومايسترو الأداء الزميل يسلم مطر مدير البرنامج الثاني وكل المبدعين في إذاعة عدن التي تستحق -عن جدارة - وسام الخلق والإبداع وبخاصة على مضمون دورتها الرمضانية المتميزة.