لقد قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ــ إثر القرار الاسرائيلي ــ بان ذلك يثبت مجددا عدم جدية الإسرائيليين في تلك المفاوضات, خاصة إن الاسرائيليين اتخذوا من المصالحة الفلسطينية مبرراَ لغسل ايديهم من ورطة المفاوضات, وتحديداً بعد أن فشلوا في الانفراد بالمفاوض الفلسطيني لتقديم المزيد من التنازلات.. وعوضاً عن ذلك استمرؤوا وتيرة العنف ضد الفلسطينيين والاستحواذ على أراض جديدة فضلاً عن الايغال في محاولات تهويد القدس .. وكل ذلك على الرغم من علم الراعي الأمريكي ومعه المجموعة الأوروبية.
إن التساؤل القائم عمّا إذا كانت إسرائيل بحاجة إلى ذريعة لإعلان تعليق المفاوضات .. هو تساؤل بريء لا يحتاج إلى كثير دراية للإجابة عليه؟!
ومع ذلك فإن الحقيقة تبررهن مرة أخرى أن إسرائيل لم تعد بحاجة إلى ذلك باعتبار أن مشروعها الاستيطاني لا يؤمن أساساً بوثيقة التسوية القائم على أساس حل الدولتين والذي يفترض معه إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967م ، بدليل أن الفترة المنصرمة من عمر هذه المفاوضات لم تجب على التساؤل المُلح والمطروح دوماً عن ضرورة فهم ومعرفة موقف إسرائيل بشأن خارطة حدودها .. بمعنى أن هذا الكيان لن يجيب على هذا التساؤل في المستقبل بعد أن رفض ساسته الإجابة عليه في الماضي والحاضر؟!
أما الحُجج التي تسوقها اسرائيل بإطلاق تهم الإرهاب على حركة حماس، فهي من باب ذر الرماد في العيون - كما يقال - أو عملاً منها بالقاعدة التي تؤكد على مبدأ الهروب إلى الأمام ، خاصة عند الحديث عن استحقاقات السلام !!