و لم يخطئ الكاتب في وصفه أصحاب هذه الظاهرة بالديناصورات التي كانت قد انقرضت.. وهـا هـي تعـود وبشـكل آخـر و في أكثر مـن مسـاحـة جغـرافية في العالم ومنها اليمـن الذي يكتوي - منذ سنوات- بنـار نزعتها العدائية ضد كل ما هـو جميل!
قبل مئات الملايين من السنين، كانت (الدنياصورات) تفـرض وجـودهـا و تستـعمـر الكـون بقوتها الخارقة، إذ لا تتورع في إقتلاع وابتلاع وهدم أي شيء أمامها ..وها هم (الديناصورات) الجدد في العصر الحديث يمارسون نفس أساليب الهدم والقتل والتدمير -وإن بصورة مختلفة - حيث يستهدفون كل ماله علاقة بالحياة والوجود وقيم المحبة والتعاون و الألفة والتواصل بين القبائل والشعوب والأمم وذلك من خلال جرائم الإرهاب التي تبطش بالمجتمع يسرة ويمنة.. والتي ارتضوا أن ينزلقوا في أوحالها غير آبهين بحاضر ومستقبل المجتمع اليمني الغارق حتى أذنيه بمشاكـل لا حصـر و لا حـد لها وتفـوق حـد الوصف !
والحقيقة، لقد أشبع ( ابن سعد) تكثيفاً في سبر أعماق ومخاطر هذه الظاهرة والمتقوقعين خلف متاريسها ويضغطون الزناد على كل شيء يتحرك أمامهم ،إلا أنني أضيف إلى ما ذهب إليه الكاتب الإشارة إلى أولئك الديناصورات من الإرهابيين ، صنف جديد من الساسة الذين لم يقتنعوا حتى الآن بسلامة الخيارات التي توصل إليها مؤتمر الحوار من نتائج و مخرجات مثمرة، بل وتجدهم في موقع الدفاع أو التبرير لتصرفات مجموعات الإرهاب ومدارس التكفير، فضلاً عن (الديناصورات) المنتشرة هنا وهناك ممن تمتد أياديهم الاخطبوطية إلى الخزينة العامة لنهبها وإلى مؤسسات الدولة فيعيثون فيها نهباً وفسادا !
ولأن الديناصورات القديمة قد أرخت فصولاً من منطق العنف والقوة والدمار، لا شك أن الجدد من هذه السلالة ستجد نفسها في نهاية المطاف تصد الخيبة والمرارة تحت إرادة التغيير ..والبقاء على الدوام للأفضل.
الحكمة:
نفسي التي تملك الأشياء ذاهبةٌٌ
فكيف أبكي على شيء إذا ذهبا.