ولتبيين دور الصيام وأثره على هذه الخلايا وفاعليتها، لابد لنا ان نذكر بالمعطى البديهي المعروف لمعظمنا والذي يقول ان العقل السليم في الجسم السليم مما يدل على ان ما يحظى به الجسم من منافع صحية بسبب الصيام لابد أن ينعكس ايجاباً على صحة وسلامة مخ وعقل الانسان الصائم، هذا من جهة أما من جهة ثانية فيكون علينا ان نتوقف امام بعض تأثيرات الصوم المباشرة على صحة وعافية ونشاط العقل دينياً وعلمياً.
فقد ورد في الأثر عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) انه قال مخاطباً بعض اصحابه (جعل الله صيام شهر رمضان فريضة وقيام ليلة تطوعاً من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى سبعين منها فيما سواه، ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه .. هو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة، وهو شهر المواساة وشهر يزيد فيه رزق المؤمن من فطر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتقاً لرقبته من النار، قالوا يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر فيه الصائم .. فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعطي الله هذا الثواب لمن فطر صائماً على مسبقة لبن، أو تمرة أو شربة ماء).
وهنا سنجد ان الصوم في الوقت الذي يعين الجسم على التخلص من السموم والتطهر منها فإنه في الوقت نفسه يطهر النفس والوجدان من كل ما علقت به من افكار مسمومة ومغلوطة ويربي فيها معاني سامية ومشاعر جليلة تجعل مسالك الاقتراب أكثر من البشر سالكة ومعبدة بالاحاسيس النبيلة التي تقرب المسافات وتختصرها بين الصائم ومشاكل ومعاناة ومكايدات غيره من بني جنسه، كما يدفع الصوم بصاحبه إلى مراتب من الثقة بالنفس والتخلص من هجمات وتحكم الارباك والخوف والشعور بالضيق وباعتراف الدكتور الروسي (يوري نيكولايف) مدير قسم الصوم في معهد موسكو النفسي، والذي يؤكد على انه قد قام بمعالجة آلاف الحالات من مرض الاكتئاب والضيق والفصام عن طريق استخدام الصوم عن الطعام والشراب.