ها قد جاء اليوم الذي كنت أخشى مجيئه وأنا مسجل حي أرزق، هذا اليوم الذي كنت دائما ما أتمنى على الله ان لا يريني اياه منذ اليوم الاول الذي التقيتك فيه عندما كنت طالبا في سنة أولى تربية قسم أدب عربي بجامعة صنعاء في منتصف سبعينيات القرن الماضي وكنت أنت عبدالله علوان الأديب والكاتب والشاعر والناقد والمفكر وموظف الحسابات الكفء في شركة الاتصالات البريطانية بصنعاء. وعندما كنت أنا ذلك الشاب الممتلئ بحماسة وفضول الانفتاح على كل أمر بدءاً بالسياسة وانتهاء بالأدب وقضايا المعرفة والفكر كاهتمامات تميز بها جيلنا جيل السبعينيات. وكنت أنت عبدالله علوان أحد الرموز الأدبية والفكرية المعدودة التي يرنو ويتطلع كل شاب ان يبلغ مبلغها مثلك مثل البردوني والدكتور المقالح والفسيل والدكتور السقاف وعبدالله غدوة.. لا بل كنت اكثر كل هؤلاء مكابدة ومعاناة وملاحقة واضطهادا لقربك من الجميع وقبولك بالآخر وبقدرتك على المحاججة والمواجهة، يعليك صدق ووضوح حضورك وقولك واتساع تأثيرك وسماحة وثراء خلقك وسلوكك وتبنيك وتفانيك في تأسيس وفرض وابراز كيانات ادبية جديدة لجمعية الشعراء الشباب وجمعيات وتجمعات فكرية وثقافية اخرى داخل وخارج جامعة صنعاء، وهو ما لم يكن مصدر ازعاج وقلق لدى الحاكم وأجهزة (الأمن الوطني) والمخبرين وحسب، بل كان ايضا مصدر تحقير وتعرية واستفزاز لقطاع واسع من الرفاق ممن ظل عجزهم وخوفهم وتآمرهم يمدهم بمبررات الحقد والكره والالتقاء والتحالف مع الجلاد في التخلص من انبل واصدق واخلص الرجال والذي كنت انت واحدا من ابرز من اتفق الجلاد والرفاق على اخراجه من صنعاء الى عدن لا ليكرم وانما ليذل ويستغل وهي ممارسات جعلتك تقدم على الانتحار لاكثر من مرة لاكتشافك لها ولتناقضها مع خلقك ومبادئك وانسانيتك بسلوكيات اضرت بصنعاء كما اضرت بعدن وبكل الوطن الذي ظل رغم كل شيء حاضرا فيك عظيما بأمثالك انت عبدالله علوان الذي لم اجد بدا من التوجه الى الله كي يسامحك لانك لم تعني على احتمال رحيلك ولو بوجود اساءة واحدة اذكرها لك في حقي او حق أي شخص او كيان عشت معه او عرفته واختلفت معه.