ولعلي لا أذهب بعيداً إذا ما أوردت بهذا الصدد عبارة لم أعد أتذكر من ومتى ساقها إلى مسامعي ومن هو صاحبها الإمام يحيى أو ابنه الإمام أحمد، مخاطباً بها أحد عماله الذي قدم إليه يريد إدخال بعض السرور إلى قلبه من خلال روايته لحادثة هينة حصلت بوجوده بين قبلي وآخر انتهت بذبح أحدهم ثوراً مظهراً مدى سذاجة وتخلف هذين القبيليين. فرد عليه الإمام بعبارة مشهورة تقول (ذبح الثور بحضوركم ذبحتم الدولة) قاصداً من وراء قوله ذلك أن حضور ممثل الإمام في واقعة كهذه وإن كانت بسيطة ولا تتعلق بأمر يضر بالناس أو بهيبة الدولة، دون أن يوقفها أمر لا يليق بمن يمثل الإمام، مما يدل على أن الإمام كان يحترم نفسه وموقعه كحاكم بما أنزل الله وممثل له في الأرض من واجبه أن يحرص على عدم وجود أو تشجيع أية بدعة من هذا النوع فيها من الجهالة والغي ما فيها.
فأين إذاً هو احترام هذه اللجان لنظام جمهوري قائم له دستوره وقوانينه عندما تقوم هي بذبح الأثوار لاسترضاء جماعات ظلت تسفك الدماء وما زالت، لا كي تسلم السلاح والقتلة وتطبق عليهم القوانين وإنما كي تؤجل وتؤخر إلى حين تعنتها ورفضها وعدم التزامها بالقوانين والأنظمة، استعداداً لذبح الدولة من أول وجديد وعلى غير قبلة حتى.