إن نجـاح هـذه المهمة لا يقتصر فقـط على أداء هذه المطبوعة أو تلك وإنما تتطلب تضافراً إعلامياً في القطاعين الرسمـي والحزبي وباقي الإعلام الأهـلي لتحـمل هـذه المسؤولية الوطنية في التقـاط هذه اللحظة التاريخية التي صاغتها العقول اليمنية ووضعتهم جميعاً على مسـار الإصلاح والبناء دون كلفة باهظة كما هو حال بعض أقطار ثورات الربيع العـربي..وبالتالي اعتماد خطاب إعلامي مسئول يوضح مجمل تلك الحقائق ويزيل الغشاوة عن عديد ممن لا تزال في أذهانهم بعض التصورات المغلوطة عن طبيعة هذه التحولات الجذرية التي يعيشها الوطن.
إن مـن أهـم ثمـرات مخـرجات مـؤتمـر الحوار أنهـا أعادت الثقة بين الأطراف اليمنية و وضعت إطاراً موضوعياً لمختلف القضايا الوطنية وفـي طليعتها - بالطبع - القضية الجنوبية التي لا يختـلـف على عدالتها اثنـان.. المـهـم أن تتهيـأ الظـروف لتـرجمـة هـذه المخـرجـات علـى أرض الـواقـع حتى يلمس المواطن - وتحديـداً في المنـاطق الجنـوبية - ثمرة هــذه النتـائج، سـواءً في تطبيقات النظام الاتحادي القائم على الأقاليم أو في بلـورة الشـراكة الوطنية في السلطة والثروة.
ختاماً لابد من التذكير بأن مـن بين أبرز تجليات هذه المخرجات التي جاءت على قاعدة التوافق ما يرتبط بقيام الدولة المدنية الحديثة وكفالة حقوق الإنسان والتأسيس لدولة النظام والقانون والحكم الرشيد، فضلاً عن تصحيح أخطاء الماضي ووضع الآليات الكفيلة بعدم تكرار مثل هـذه الأخطاء التي تراكمت منذ قيام الثورة اليمنية مروراً بتحقيق الوحدة الوطنية وانتهاء بالأزمات التي كـادت أن تأتي على الأخضـر واليـابـس..وهي القيم والمثل التي حملتها ثورة التغيير في اليمن وأصبحت مسلكاً عملياً يتطلب معها ضرورة اضطلاع الإعـلام بمهمة ومسؤولية التوعية بمثل هذه القيم التي باتت تتبلور على أرض الواقع اليوم.