[سالم الفراص]
سالم الفراص
منذ أشهر خلت وحتى لحظة الفروع من كتابة هذه السطور .. ومبنى اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين الكائن على ساحل أبين .. يخضع لاعتداءات منظمة واعمال نهب وسرقة وهدم احالته إلى خرابة، طالت نزع ابوابه ونوافذه واقتلاع ارضيته، وسحب امدادات الكهرباء من جوف جدرانه .. اياد أدمنت الإقدام على السلب والهدم والتخريب وتخلقت باخلاقه، واصبحت أسيرة نزعاته العبثية الفوضوية البائسة، اياد لم يكتف اصحابها بحجم البشاعة التي خلفوها بالمبنى، بل أخذوا يشبعون نهم قبح وفشل انفسهم بسحق وخلع ما باداخل المساحة المحيطة بالمبنى من نباتات واشجار وأعمدة نور وموانع حديدية مثبتة على طول السور الخاص بالمبنى.
وما يثير الشكوك والاستغراب والخوف والرعب معاً، هو أن هذه المجاميع المشوهة ظلت ومازالت تمارس اعمال النهب والسطو والهدم هذا علناً وفي رابعة النهار، دون ان يجري بذل ولو محاولة واحدة للقبض عليهم أو صدهم، أو منعهم أو أعتراض سبيلهم أو تحذيرهم على اقل، من قبل أجهزة الأمن، حتى بعد ابلاغهم واحاطتهم بخطورة ما يجري، هذه الاجهزة التي من اولويات واجباتها وصلب مهامها بُلغت أم لم تبلغ منع حدوث مثل هذه الاعمال الخارجة على القانون، وملاحقة وضبط مرتكبيها اياً كانوا واينما وجدوا من المحافظة وليس مقر اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فقط. الذي يقع على شارع عام وفي صدارة ملتقى طرق رئيسية عديدة، فضلاً عن وجوده بمحاذاة السفارة الروسية، ومنزل رئيس الجمهورية وملاصقاً لادارة السجل العقاري ومبان حيوية خدمية وسكنية اخرى، وفي مرمى سمع وبصر أجهزة الرصد والمراقبة والحراسات الثابتة والمتحركة الراكبة والراجلة التي تملأ تلك المنطقة بالذات، والتي رغم تواجدها الكثيف والمعزز ظلت جامدة لم تحرك ساكناً أو تبدى تجاوباً ينم عن مسؤولية أو حرص أو اكتراث.
ان اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع عدن وهم يرفعون اصواتهم مبلغين ومناشدين محافظ محافظة عدن والنائب العام فيها راجين سرعة توجيههم بملاحقة وضبط المعتدين على مبنى الاتحاد وتقديمهم للعدالة، انما يؤكدون بذلك انهم ينتمون إلى مؤسسة مدنية ابداعية عريقة مسؤوليتها التزام جانب التمسك وعدم التخلي تحت أي ظرف من الظروف عن مطالب احترام الأنظمة وتطبيق القوانين، كخيار واحد وحيد لضمان حرية وحقوق وممتلكات المواطن في هذه المحافظة ونشر وتثبيت أسس العيش بسلام وطمأنينة واستقرار، وحب ووئام فيها.
لأنها عدن
من يخرج ينهب يسطو يتحرى القتل .. من يمشي يتظاهر بالسب وبالشتم، أو يتعدى بالقذف وبالضرب، على فرد أو جمع في سوق أو شارع أو زاوية أرض، من لايردعه ضمير أو حق .. من يقلع حجر رصيف .. من يقطع سبيلاً في وجه الخلق .. من يصمت عن ظلم يتجاهل .. من يحمي لصاً يتساهل .. من يصرخ يحتج يتظاهر لا يقبل لمجرم أن يسجن ويعاقب .. من يغلق مشفى امام مريض يتعالج .. من يمنع طفلاً أن يتعلم .. من يقدم على هذا وذاك الفعل .. يبقى مهما حاول .. غريباً مستنكر .. مستبعداً عن أي صلة تربطه بعدن .. مستحيل مهما قال أو أعلن .. فعدن كانت وستظل نموذج انسان آخر .. أعلى أنقى أعظم .. انسان يدرك يعلم .. ان الاضرار بها أياً كان .. اضرار باللب وبالجوهر.
بكم الدنيا بخير
بودي لو اكتب اسماء كل من هاتف أو حضر بنفسه إلى اتحاد الأدباء ليطمئنوا ويسألوا عن اخبار اعضائه وما انتهى إليه أمر مقرهم .. منددين مستنكرين مثل هذه السلوكات العدائية النهبوية ومبدين قلقهم وخوفهم من مواصلة السكوت عنها من قبل اجهزة الأمن في المحافظة .. لكل هؤلاء الأطباء والأساتذة والموظفين القاطنين بالقرب وحول مبنى الاتحاد أو المرتادين والزائرين لساحل أبين، نقول شكراً جزيلاً لكم .. وعدن بخير بكم ومعكم.