أثناء سنة حكم الجماعة كانت تحاول تأمين نفسها من كل الجوانب، لأنها تعلم أن الأمر لم يعد كما كان، وأن حكم مصر فرصة لن ولم تتكرر، وأن وجودهم على كف عفريت بمبدأ أكون أو لا أكون.. فتحت الجماعة بقيادة من كان يقود دفة الدولة، على مصراعيها كالمنطقة الحرة للإرهاب، وعصابات الموت والدمار، مرتع للجماعات الإرهابية تفعل بها ما تريد.. مقابل الحماية.. الانتشار والسيطرة مقابل الحماية.. لماذا التفكير بالحماية؟ من عناصر مجهولة الملة والجنسية، مطرودة شريدة؟ لماذا كان التفكير بالحماية وأنت رئيس (الشرعية) جئت بالصناديق؟
كل الجبابرة جبناء رعاديد، دائما شديدو العنف والقسوة من لا يملك الرحمة يعلم أنه لن يلقاها.. لأنه لا يعلم عنها شيئا.. و(سبب خوفهم هو سبب انتهائهم) تذكروا كل أصحاب الأطماع، من أخذتهم السيطرة ومحاولة التكويش، من أرادوا أن يردد العالم اسمهم، ويحلف بهم رعباً أو ألماً أو ذماً أو مدحاً... لكن أبداً ليس حباً.. تذكروا (صدام ،هتلر وموسوليني).. جلبوا الدمار للبشرية اشتركوا مع الجماعة فى أنهم كانوا عملاء غواية أنفسهم قبل أن يصبحوا عملاء للروس أو عملاء للأمريكان مع اختلاف المصالح طبعاً.
الحلم الإجرامي كان يراود الجماعة ويراود ديكتاتوريات الجماعة بالسيطرة وقلب نظام الحكم تحت لافتة إسلامية جذابة (الإسلام هو الحل) ثم تغيير الملة مع مسايرة الموضة والموجة إلى (الحرية والعدالة).. ليضع الشعب ثقته فيمن لا يعلم عن الثقة والكرامة شيئا.
حينما أنظر إلى ألبومات الصور التي تدون ويسجلها التاريخ وتحكى كل صورة حدثاً وحكاية طويلة.. أتساءل كل ده مر على مصر؟ هل هذه هي التركة التى تركها مجيء الإخوان المسلحين إلى الحكم؟ تدور الصور مع ذكريات جرائم سنة التى ما زلنا نعاني آثارها وتبعاتها وتكريس إمكانيات الدولة والداخلية والأمن والجيش والشرطة، والموارد لمكافحة الإرهاب.. ولكن ما جرى كان فيه حبكة قدر (البد الذى ليس منه بد.. والحتم الذى ليس منهم هرب. ابتلاء الله أصاب جميع الأطراف المتآمرة وفضح مخططاتهم، لقد أوقع الله الجميع فى ابتلاء، وأراد أن يضع السيف على رقبة الجميع.. ليخرج المكتوم من نيتهم وتظهر الحقيقة على كل واحد.
أقول لمن يدعون إلى الجلوس على مائدة مفاوضات.. لا أرى خيراً فى مساومة أو صلح مؤسس على التنازلات نحن أمام مجرم له تاريخ فى المناورة وسجل حافل بالاغتيالات وتصفية الأبرياء لا يجوز إعفاؤه من العقاب (أي صفقة مع مجرم هي جريمة).
أقول للحزانى على اندحار وتلاشي د. مرسي ومن وراءه (من تنظيم الإخوان) ظناً منهم أن مرسي كان مسلماً مسالماً، ولم يكن عدواً.. ترون فى كل شبر من أرض المحروسة الآن أن من حكمنا سنة بشرعية الصناديق، كان لا ذمة له، ولا عهد ولا إسلام كان عميلاً للفئة الباغية’ كانوا عملاء للأمريكان وللجماعات الإرهابية الدولية.. لقد ذهب إلى حيث ذهب أمثاله، والذين صدقوه خدعتهم نفوسهم الطيبة وسذاجتهم.
هكذا نحن فى مصر عيبنا الطيبة وأننا نصدق على التوكل من يقول ( يا رب)، ونعتقد بل وأحياناً الكثير منا يعتقد أنه مثلهم مؤمن (سليم القلب) لأننا ننظر إليه بمرآة قلوبنا وليس بعقولنا الناقدة الفاحصة، لعلنا نتعلم من الدرس ونكف عن السذاجة والطيبة ونستعمل ذكاءنا قليلاً.