رأيت شبابا ناشطين مبدعين منهم صاحب الصوت الصداح والجهوري محمد جسار وهدى خالد الكازمي ومنى عوض وهافانا المرقشي وهناء صالح عبدالرحمن ورأيت شباب مركز عدن للتوعية ورئيسته الأكاديمية الطيبة د. سعاد علوي يافعي.
إذا قال عمر الخيام: سمعت صوتا هاتفا في السحر نادى من الغيب رفاة البشر، فاننا نقول: سمع الخيام صوتا في السحر.. اما نحن فقد سمعنا صوت سحر (درعان) الإعلامية وصاحبة الصوت الجميل المتألق في كل الوصلات الغنائية التي قدمتها ولكم أتحفت الحضور برائعة (أنا اترجاك يا حبيبي) التي ابدع فيها أضلاع المثلث: عبدالله نسير ومحمد محسن عطروش واحمد علي قاسم وتفننت فيها سحر درعان وتجلى تعبيرها بالصوت والإشارة حينا باليدين وحينا بقسمات الوجه الذي طاف بكل الوجوه وكأنها مروحة حائط والكلام في ذلك يتسع لمقال سيظهر في القريب إن شاء الله.
تتجلى عظمة عدن، سيدة مدن الجزيرة والخليج، بالحضور النسوي وهو مؤشر على مدنية المجتمع وذلكم ما رصدته عيناي في فعاليات الخيمة الرمضانية لمنتدى عدن للتنمية ورأيت الحضور النسوي في الفريق المساعد للدكتور بن حبتور ورأيته في مشاركات المسابقات الثقافية ورأيته في تقديم الأسماء سواء المشاركين او الفائزين في المسابقات أو اسماء المكرمين ورأيته في الإبداع الدرعاني (سحر).
قام منتدى عدن للتنمية بإجراء مناورة لمكافحة المخدرات الا ان المناورة لم تكن بالذخيرة الحية وانما بالذخيرة (البلانك) ذلك ان المحامي جمال العواضي الناشط الحقوقي وأمين عام المنتدى استأنس فكرة الحديث ولو لدقائق معدودات عن الاثر السلبي لانتشار المخدرات في صفوف الشباب بعدن وتلقى الضوء الأخضر من الدكتور بن حبتور وتضاعفت الدقائق المعدودات وانكشف المستور وأي مستور، ذلك أن الأخ العواضي خاطب الشباب في حديثه وأراد مشاركتهم في رأيهم في هذه الظاهرة السالبة وما هي رؤيتهم في الحلول العملية لتجاوز هذه الآفة، كما ذكر عميد كلية الصيدلة الحضور بأن المخدرات آفة الشعوب.
تفاعل الشباب (من الجنسين) في القاعة مع دعوة الأمين العام العواضي وقالوا كلاما جميلا منه أن إحدى المشاركات سألت العواضي: أنت تسأل عن الشباب الضحايا ولم تسأل ما الذي أوصلهم إلى هذا الحال؟ وآخر قال انهم من خلال مركز عدن للتوعية بذلوا جهدا لكنهم لمسوا فتورا عند السلطة في مواجهة هذه الآفة ولذلك فأنهم يتعشمون دور الجامعة في دعم هذه الجهود سيما وان المخدرات تعيق النمو وحركة التنمية.
تحدث عميد كلية الصيدلة بجامعة عدن عن أنواع المخدرات واستخدامها عند الضرورات الطبية فهي ماسة للمرضى الذين يعانون من أمراض نفسية أو عصبية أو من آلام حادة ناتجة عن عملية جراحية أو أحد الأمراض..الخ.. ويصل الشباب إلى المخدرات من مصدرين: الصيدلية أو التهريب.
تحدث بعد ذلك الدكتور بن حبتور وأعرب عن استعداد الجامعة في ان تلعب دورا في مكافحة المخدرات لأن منتدى عدن للتنمية يجد ان دوراً من هذا النوع مهم للغاية ومن غير المنطقي أن بذل الجهود والمال في التنمية والمخدرات تعطل كل تلك الجهود.. ستلعب الجامعة دوراً في إطار الشراكة مع الدولة ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص وهناك منظمات دولية ستدعم طالما وان الدعم سيخدم التنمية ومكافحة هذه الآفة (المخدرات).
تحدث بعد ذلك الدكتور علي احمد يافعي أختصاصي أمراض القلب وكان الرجل مفتوحا على الآخر وقال: كلنا سنساعد من أجل محاربة هذه الآفة وسد كل المنافذ التي توصل المخدرات إلى الشباب وعلينا أن نحدد الجهات الضالعة في الترويج وتصريف هذه المخدرات.. علينا أن نشير بأصبعنا إلى الصيدلية التي تبيع هذه الآفة وتتخذ التدابير الرادعة ضد كل الضالعين.
وأفصح الدكتور يافعي عن الاستعداد لبذل المال في سبيل هذه الغاية النبيلة ولكن لابد من توفر الإرادة والجدية لتحقيق هذه الغاية.
أتفق مع الدكتور بن حبتور أن مبدأ الشراكة هو المبدأ الفاعل في انجاز الأهداف والخطط لأنها مسؤولية مجتمعية فهي تهم الدولة وتهم منظمات المجتمع المدني وتهم القطاع الخاص وعلينا أن نبدأ بالخطوة الأولى على طريق الألف ميل.
وأتفق وأتضامن مع الدكتور علي احمد يافعي بأننا مطالبون بوضع حزمة أسئلة موضوعية وجادة وصادقة حول هذه الآفة التي انتشرت بين صفوف الشباب في عدن وكما قال الدكتور يافعي بانها تستهدف مدينة عدن .. تستهدف ريادة عدن في كل شيء.
اتفق مع الدكتور يافعي على ضرورة وضع هذه الآفة في فوهة مدفعيتنا وأن نوفر الإرادة وأن نشمر عن سواعدنا وأن نحدد منابع الفساد في هذه الآفة والبحث عن كيفية تجفيفها وهل سنواجه ما يعيق هذه الجهود؟.. أقول بالتأكيد سنجد من يعيق هذه الجهود وعلينا أن نميط اللثام عن وجوه اللئام وعند ذاك ستثبت الإرادة انها قد اجتازت المحك.
وفقنا الله جميعا لخدمة هذه المدينة الطيبة.