اشتباكات ضارية في بيت لاهيا والقسام تقتل وتجرح (10) جنود إسرائيليين
غزة / 14 أكتوبر / متابعات :
أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة (حماس) اليوم الاثنين، أنها أوقعت قوة إسرائيلية في كمين في بيت لاهيا، وتزامن ذلك مع معارك ضارية تخوضها المقاومة في المنطقة، بينما قالت صحيفة إسرائيلية إن الجيش يسعى لتسوية مخيم جباليا بالأرض واستكمال مخطط تهجير الفلسطينيين من شمالي قطاع غزة.
وقالت الكتائب -في بيان عبر تطبيق تليغرام- إن مقاتليها اشتبكوا بالرشاشات والقنابل اليدوية مع قوة إسرائيلية مؤلفة من 10 جنود في منزل قرب مسجد طيبة وسط بيت لاهيا وأوقعوهم بين قتيل وجريح.
كما أعلنت كتائب القسام أنها استهدفت دبابة إسرائيلية من طراز ميركافا بقذيفة مضادة للدروع "الياسين 105" في الشارع نفسه.
وقالت الأنباء إن منطقة بيت لاهيا تشهد اشتباكات ضارية بين المقاومة وقوات الاحتلال.
ويأتي كمين بيت لاهيا بعد سلسلة من العمليات نفذتها القسام في الأيام القليلة الماضية شمالي وجنوبي القطاع، وأسفرت عن قتلى وجرحى من الجنود الإسرائيليين.
كما أعلنت القسام أنها استهدفت بالاشتراك مع سرايا القدس موقع قيادة وسيطرة لقوات الاحتلال الإسرائيلي في محور نتساريم وسط قطاع غزة بقذائف هاون من العيار الثقيل.
وفي تطورات ميدانية أخرى استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة عدد آخر صباح اليوم جراء قصف إسرائيلي استهدف منطقة مصبح شمالي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وفي وسط القطاع، أصيب فلسطينيون جراء قصف مدفعي مكثف استهدف مخيم النصيرات الجديد، وأشار مراسل الجزيرة إلى أن مسيّرة إسرائيلية أطلقت النار على منازل بالمخيم الجديد.
كما تعرض مخيم النصيرات ومناطق تقع شمالا لغارات وقصف مدفعي، بحسب مصادر فلسطينية.
وشمالي القطاع استشهاد 5 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على منطقة سكنية في جباليا النزلة.
كما استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف فلسطينيين أمام بوابة المستشفى الإندونيسي.
وفي تطور آخر، أفادت الأنباء بأن المدفعية الإسرائيلية استهدفت نازحين في بيت لاهيا مما أسفر عن إصابة عدد منهم.
وبالتزامن، نفذ الجيش الإسرائيلي غارات جوية وقصفا مدفعيا على مناطق بينها جباليا وبيت لاهيا، وفق ما أوردته وسائل إعلام فلسطينية.
وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال نسفت منازل في مناطق الصفطاوي وغرب مخيم جباليا وبعض مناطق بيت لاهيا.
ومنذ الخامس من أكتوبر الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة شمالي قطاع غزة، وأسفرت العملية حتى الآن عن استشهاد أكثر من 2300 فلسطيني وتهجير آخرين باتجاه مدينة غزة جنوبا.
في الأثناء، نقلت صحيفة هآرتس عن مسؤولين إسرائيليين كبار أن الجيش الإسرائيلي يطالب سكان المناطق الشمالية من قطاع غزة بإخلاء منازلهم، رغم نفي الجيش الاسرائيلي تنفيذ خطة الجنرالات في شمال القطاع.
وقالت الصحيفة إن الجيش الإسرائيلي يقوم بتسوية المباني المتبقية في مخيم جباليا بشكل ممنهج.
وأضافت أن منطقة مخيم جباليا لم تعد صالحة للسكن.
وأشارت هآرتس إلى أن صور أقمار اصطناعية حديثة تظهر حجم الدمار الواسع الذي خلفته العمليات البرية والقصف الجوي الإسرائيلي في مخيم جباليا.
وبالدرجة الأولى يستهدف العدوان الإسرائيلي شمالي القطاع مخيم جباليا وبين لاهيا، حيث تتصدى المقاومة الفلسطينية للقوات المتوغلة.
إلى ذلك حذر الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، من أن خيام النازحين في القطاع تتعرض للغرق.
وأضاف الدفاع المدني، في بيان، أن قوات الاحتلال تمنع عمل المنظمات الإغاثية والمؤسسات الدولية بشكل كامل، ودمرت المنظومة الإغاثية بشكل كامل.
هذا وتوقعت الأرصاد الجوية، مزيد من الإنخفاض في درجات الحرارة خلال اليومين المُقبلين.
ومن جانبه، قال مكتب الإعلام الحكومي في غزة، في بيان إن قرابة 10,000 خيمة جرفتها مياه البحر وتعرضت للتلف خلال اليومين الماضيين.
وذكر مكتب الإعلام الحكومي، في بيان :« على مدار اليومين الماضيين تلفت قرابة 10,000 خيمة حيث جرفتها مياه البحر بعد امتداد الأمواج بسبب دخول فصل الشتاء ودخول المنخفض الجوي، وإننا نكرر إطلاق نداء استغاثة إنساني عاجل للمجتمع الدولي ولجميع دول العالم ولكل المنظمات الدولية والأممية لإنقاذ مئات آلاف النازحين في قطاع غزة قبل فوات الأوان».
وأوضح المكتب أن أعداد النازحين لا تزال في تدفق وازدياد يومًا بعد يوم في ظل فرض الاحتلال لجريمة التهجير القسري، حيث بلغ عدد النازحين إلى 2 مليون نازح في محافظات قطاع غزة، وهؤلاء نزحوا أكثر من 5 مرات متتالية، ومازالوا تحت قهر الظروف القاسية التي يفرضها الاحتلال.
وقال المكتب: « لدينا في قطاع غزة 543 مركزاً للإيواء والنُّزوح نتيجة ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي جريمة التهجير القسري وهي جريمة ضد الإنسانية من خلال إجبار المواطنين على النزوح الإجباري من منازلهم وأحيائهم السكنية الآمنة وهي جريمة مخالفة للقانون الدولي».
كما أشار إلى أنه وفقاً لفرق التقييم الميداني الحكومية فإن نسبة 81% من خيام النازحين أصبحت غير صالحة للاستخدام، وذلك بعد تلف واهتراء 110,000 خيمة من أصل 135,000 خيمة بحاجة إلى تغيير واستبدال فوري عاجل نتيجة اهتراء هذه الخيام تماماً، ونتيجة دخول المنخفضات الجوية وفصل الشتاء وجرف أمواج البحر لآلاف الخيام، حيث أن هذه الخيام مصنوعة من القماش والنايلون، وهذه الخيام اهترأت مع حرارة الشمس ومع ظروف المناخ في قطاع غزة،
وخرجت عن الخدمة بشكل كامل، خاصة بعد مرور أكثر من 416 يوماً على حرب الإبادة الجماعية وعلى جريمة التهجير القسري والنزوح الإجباري وهذه الظروف غير الإنسانية».
وأضاف المكتب: «إننا نطرق جدار الخزَّان ونعلِّق الجرس للمجتمع الدولي ولكل المنظمات الدولية والأممية والإنسانية والقانونية، بأن قطاع غزة مُقبل على أزمة عميقة وكارثة إنسانية حقيقية بفعل دخول فصل الشتاء وظروف المناخ الصعبة، وبالتالي سوف يصبح 2 مليون إنسان بلا أي مأوى في فصل الشتاء وسيفترش هؤلاء الأرض وسيلتحفون السماء، وذلك بسبب اهتراء خيام النازحين وخروجها عن الخدمة تماماً، وكذلك بسبب إغلاق المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، وبسبب منع الاحتلال “الإسرائيلي” إدخال 250,000 خيمة و”كرفان” إلى قطاع غزة في ظل هذا الواقع الإنساني الخطير».
كما أدان مكتب الإعلام الحكومي الجرائم المركبة التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي والمتمثلة في التهجير القسري والنزوح الإجباري والإبادة الجماعية والقتل الممنهج وإرغام 2 مليون نازح على الخروج من منازلهم واللجوء إلى مناطق غير مهيئة لاستقبال مئات آلاف النازحين في خيام غير مناسبة وفي مناطق غير إنسانية وغير آمنة.
وحمل مكتب الإعلام الحكومي الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية وكل الدول المشاركة في جريمة الإبادة الجماعية؛ نحملهم كامل المسؤولية عن هذه الظروف الكارثية التي يعيشها شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وندعو كل العالم إلى إدانة هذه الجرائم، وندعوهم إلى الاصطفاف مع الإنسانية ومع الأخلاق.
وناشد مكتب الإعلام الحكومي جمهورية مصر العربية وكل الدول العربية والإسلامية ومجلس التعاون الخليجي بإدخال المساعدات والخيام لـ2 مليون نازح، حيث أن هؤلاء الآن يتهيّؤون للعيش في الشوارع بدون مساعدات وبدون مأوى بسبب الظروف القاسية التي يعيشونها وسيعيشونها خلال الشهور القادمة، وسيكون لها انعكاس خطير على حياتهم وظروفهم.
كما طالب المجتمع الدولي وكل المنظمات الدولية والأممية والمؤسسات العالمية ذات العلاقة بالخروج عن صمتها وتقديم الإغاثة الفورية والعاجلة لـ2 مليون نازح، كل أسرة منهم بحاجة إلى مأوى مناسب يقيهم من الظروف المناخية القاسية، كما ونطالبهم بالضغط على الاحتلال بكل الوسائل والطرق من أجل وقف جريمة الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة.