شمس الضحى بل صنعناه بايدينا
حقاً انه يوم الـ 30 نوفمبر عام 1967م يوم أجبر فيه المستعمر البريطاني خانعاً ان يحمل عصاه ويرحل مع شماطيره ولفيف لفيفه.
ويرحل مهرولاً مولي الأدبار عن أرض جنوبنا الطاهر، يوم صنعنا أمجاده بخوض مآثر نضالية ـ بطولية .. نصر أغر معمد بدماء وأرواح أنبل وأشجع من أنجبتهم أرض جنوبناً الطاهرة أولئك الأفذاذ فرسان الحرية والعزة والكرامة طلائع الجبهة القومية حاملة لواء النضال والتحرر واستعادة الكرامة المسلوبة قسراً ولعل ما يضيف مكانة نضالية شامخة لثوار 14 أكتوبر هو عزمهم منذ الوهلة الأولى لتحقيق النصر النوفمبري وانتزاع الاستقلال الناجز التام، عزمهم على توحيد كل بقاع حياض الوطن الجنوبي في اطار دولة واحدة ودفن وإلى الأبد للمشاريع الاستعمارية الممزقة لأراضي الجنوب إلى سلطنات وولايات ومشايخ؛ بغية توحيد اللحمة الوطنية وردم مهاوي التمزق والتشرذم وإلى أبد الأبدين.
لقد مضت ٦١ عاماً حققت ثورة 14 أكتوبر العديد من المنجزات الوطنية والخدمية والاقتصادية والتعليمية والوظيفية وبناء جيش شعبي وطني يذود عن تربة وحياض الوطن .. حيث يقارع أعداء الوطن ويوطد مداميك الحرية وشموخ الهامات .. جيش نابع من كافة فئات المجتمع ومسنود منهم وإليهم، وكذلكم جهاز أمني مفولذ بحب الأرض والحرية والعيش بين كنف الوطن الساير في أفق التطور المنشود وبناء المجتمع الجنوبي النموذجي المتطور الخالي من كافة صنوف الادران الانسانية.
نقولها بكل ثقة لقد استطاع شرفاء وقادة ثورة 14 أكتوبر قيادة دفة الوطن بكل جدارة وشجاعة واستبسال لا يخلو من الرصانة والاقتدار وتحقيق طفرات وطنية نوعية شملت مختلف مناحي حياتنا الاجتماعية والثقافية والتربوية والاقتصادية والعسكرية والأمنية رغم ما شاب تلكم الوثبات من عثرات شائكة مسنودة بفعل الموروث الثقافي الانجلو سلاطيني ودسائس أعداء الوطن إلا ان ذلكم لم يستطع ان يوقف حركة التغيير والتطور والنماء رغم أنف أعداء الوطن. ويكفي ان نشير الى ان الاستعمار رحل تاركاً موروثاً عسيراً من الفرقة والفقر والتشرذم والتخلف الأمر الذي شكل عقبات كأداء في مسير ثورتنا غير ان اليقظة الثورية والارادة الوطنية والتفاف جماهير الشعب التواقة للتنفس من رئة الحرية والسير بثبات نحو مصاف التطور والازدهار، قد مكنت قيادة الثورة الفذة من انجاز العديد من المآثر الظافرة صوب تطور ونماء الانسان الجنوبي وشموخ بنيانه المفولذ بعزيمة النضال الدؤوب.