ان قواعد وأسس مؤتمر الحوار الوطني الشامل تم تحديدها والاتفاق عليها، واليوم نسمع بعض الأصوات التي تغرد خارج السرب وذلك باقحام الدين في قضايا الحوار الوطني التي هي قضايا خلاف وتباينات سياسية في الآراء ووجهات النظر والخلاف عملية طبيعية وصحية في أي مكان وزمان بين البشر، في الوقت الذي اصلاً الدين الإسلامي مرجعيتنا الرئيسية والأساسية في كل جوانب حياتنا العامة، والشعب اليمني مسلم منذ عهد النبوة ولا يمكن ان يكون الشعب تحت وصاية أي كان من جماعات الإسلام السياسي المتحالفة مع القوى الغربية الصهيو امريكية وللعلم فإن الدين الإسلامي ليس محلاً للخلاف أو النقاش.
والبيان الصادر من الشيخ عبدالمجيد الزنداني في هذا الوقت بالذات يأتي في سياق شق الصف الوطني وعرقلة وتعطيل أي تقاربات وتوافقات واتفاقات في مؤتمر الحوار الوطني الشامل وتهديد السلم الاجتماعي من خلال عبارات الاثارة والتحريض على العنف والقتل والارهاب التي تضمنها البيان.
ان التناقضات والتباينات استدعت اجماع القوى والاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية على عقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل من أجل البحث المعمق في صلب القضايا الخلافية المحددة وبالتالي فإن اصدار بيانات تشكك وتكفر الحوار الوطني واعضاءه بأي شكل من اشكال الاشارات المباشرة وغير المباشرة تأتي بصورة عبثية ولا محل لها في ظل استمرارية انعقاد مؤتمر الحوار صوب غايات النجاح المنشود الذي يحقق التغيير والانتقال السلمي في البلاد نحو ما نريد في اليمن الجديد يمن الايمان والحكمة اليمانية التي نراها قريبة وبوادر نجاحها تلوح في الأفق مع التأكيد على ان الحوار هو في القضايا السياسية الخلافية فهو حوار سياسي بامتياز ولا ينبغي خلط الاوراق بين ماهو سياسي وما هو ديني بقصد العرقلة والتعطيل من قبل النفوس الضعيفة ولأهداف انتهازية انانية ضيقة يتبناها علماء الإسلام السياسي في جماعة (الاخوان المسلمين) وهو نوع من التوجس والقلق الذي اصابهم بعد سقوط (الاخوان) في جمهورية مصر العربية.