أين هم من الميناء حين كانوا في السلطة وبأيديهم إمكانية التعبير ووضع الملاحظات؟ ولكنهم في هذا الوقت كانوا منشغلين في السمسرة واللهث وراء الأراضي والثراء في ظل النظام السابق الذي عاث بمقدرات وأراضي الجنوب وثرواته والميناء وأشياء كثيرة أخرى.. وهم موجودون ومشاركون في ادارة وقيادة العملية كصفقة الميناء، والمشاركة الاجتماعية التي يدعونها اليوم هم شركاء فيها وعملوا كالنعام حين وضعت رأسها في التراب والناس تصرخ وتوضح كل ما يدور في الميناء وحول الميناء واراضي المنطقة الحرة التي وزعت وصرفت وبيعت وهم يعلمون ان لم يكونوا مشاركين، وفي الوقت ذاته كان الاحرار وشرفاء المدينة الباسلة عدن يعارضون تلك الممارسات الهمجية والقبيحة وما يتعرض له ابناء المحافظة من ذل وهوان وقهر واستبداد وتحمل الاحرار المعتقلات والملاحقات من أجل الحرية واستعادة الكرامة والهوية للمدينة والتاريخ والجغرافيا والمكانة التاريخية وكان هؤلاء مع من يعيثون في الارض فسادا وعملوا على اساءة استخدام السلطة من دون خوف او استحياء وامتلكوا المال والعقارات.
اليوم يتحدثون عن الميناء في الوقت الذي فيه الاحرار الشرفاء قد انتزعوا الميناء من قلب الاسد لاستعادته الى الحاضنة الوطنية اليمنية واستعادة مجده ومكانته ودوره بعد ان عبث الفاسدون به وانهكوا قدرته بتواطؤ الكثيرين ممن صمتوا دهرا على هذه الاوضاع والآن عندما نطقوا نطقوا كفرا، بعد ان تم استعادة الميناء وتحركت المياه الراكدة فيه وبدأ يشهد تطورا وتحسنا في الاداء وتم التوقيع مؤخرا مع الاصدقاء الصينيين في سياق تطوير العلاقات والعمل المشترك من أجل تعميق الميناء وتوسيعه ورفده بالمتطلبات والمعدات الحديثة ليواكب الاحتياجات الضرورية لعملية تطوير النشاط وتحسين الاداء والمنافسة الشريفة في نشاط الملاحة من النقل التجاري الدولي وهي خطوات في الطريق الصحيح تم اتخاذها من قبل وزارة النقل ممثلة بالدكتور واعد باذيب الذي يستحق الشكر والثناء لتلك الجهود الطيبة الذي يبذلها من اجل استعادة ولو شيء من الجوانب المشرقة لمدينة عدن الباسلة ابتداءً من وجهها وواجهتها الرئيسية ميناء عدن الذي تم تحريره وانتزاعه والعمل على توفير متطلبات واحتياجات استعادة نشاطه ودوره الفاعل ومكانته التاريخية الريادية من أجل عدن وأبنائها الطيبين ، والمنجزات والنجاحات ثابتة على أرض الواقع وملموسة بالأرقام ولهذا يستهدفون الميناء ليس حباً أو حرصاً بل هي للمصالح وستر العورات سقطت عنها أوراق التوت.
اللاهثون وراء الميناء اليوم هم الصامتون بالأمس عن العبث الذي تعرض له الميناء كما تعرضت له الكثير من المصالح الرئيسية والمهمة لمدينة عدن من نهب لأرضيها والإقصاء والتهميش لأبنائها والاشتراك الممنهج في تعطيلها وفتح الأبواب لعملية تسهيل النهب والاستيلاء على أرضها وكانوا جزءاً أساسياً من السلطة والنظام الذي أوصل الأمور وحال الجنوب عموماً وعدن خصوصاً إلى ما وصلت إليه من قضية جنوبية وطنية عادلة وقد اعترف الجميع بكل الأخطاء الكثيرة والجسيمة التي حدثت واعتذرت الحكومة الحالية برئاسة الأستاذ محمد سالم باسندوة عما حدث وهو إقرار واضح وصريح ، ولهذا ليتركوا مسيرة التغيير تسير والتصحيح نحو الأهداف والغايات المنشودة لثورة التغيير والحراك السلمي من أجل بناء اليمن الجديد المؤسسي والحكم الرشيد وتطبيق مبدأ سيادة النظام والقانون نحو يمن ديمقراطي مدني حديث.
يا هؤلاء بسببكم ومغامراتكم وسمسرتكم بالتجارة المسمومة والسلاح القاتل القادم من خلف البحار بسفن الموت تعطلت لغة الكلام في مؤتمر الحوار وظلت القضية الجنوبية وبناء الدولة عالقة من دون حل لأنكم لا تزالون تعرقلون مسيرة التغيير ولا تقبلون بأي جديد ولا بالشفافية والمصداقية والتطوير والحداثة وتريدون الهيمنة والسيطرة بأي ثمن ولو على حساب الوطن، والمشكلة حتى تجربة الأخوان في مصر فيها الكثير من الدروس التي لم يستفد منها فإلى متى ستظلون على هذا المنوال ؟! ومن يراهن على ذلك فهو خسران ، واتركوا قميص عثمان ولا تتوقفوا كثيراً أمام الجدران ـ كما هو حال الواقفين أمام حائط المبكى ـ حيث أن الشعب قال كلمته الفصل بالشعب يريد إسقاط النظام وانتصر للتغيير.