موقف رجب طيب أردوغان يعتمد على 3 صفات أساسية لأنصار الفكر الديني -وليس الإسلامي- المتشدد، وهي:
1 - إنكار الواقع ورفضه.
2 - تصور واقع مثالي بعيد عن حقائق الأمور.
3 - وضع شروط يستحيل تحقيقها.
وما يقوم به أردوغان هو دور «الملكي» أكثر من الملك، بمعنى أنك إذا تابعت المؤتمر الصحفي الذى عقده أردوغان أمس الأول عن مصر مقارنة بالمؤتمر الصحفي الذي عقده ممثلو جماعة الإخوان عقب لقائهم بالسيدة آشتون، سوف تكتشف أن أردوغان كان متشدداً أكثر من الإخوان!
يريد أردوغان الآن تسخين أعضاء دول الاتحاد الأوروبي ضد النظام الحالي في مصر، وتكثيف الضغوط لتحقيق 3 أمور:
1 - الإفراج الفوري عن الرئيس السابق.
2 - عودة الرئيس السابق والدستور المعطل ومجلس الشورى.
3 - محاكمة قادة الجيش المصري لإقدامهم على ما يراه أردوغان «انقلابا عسكريا».
ويمكن فهم موقف أردوغان المتشدد إلى حد الغضب الهستيري لعدة أسباب، أهمها:
1 - إنه يفتح ملفا حساسا جدا فى تركيا وهو علاقة مؤسسة الجيش بالسلطة المدنية وهل الجيش هو حامي الدستور؟
2 - إن تطورات مصر تحدث في وقت تمت فيه وقائع حديقة «تقسيم» بإسطنبول التي اتهم فيها حكم أردوغان بممارسة القوة المفرطة ضد المتظاهرين.
من هنا يأتي موقف أردوغان تجاه مصر للمزايدة على مسألة حقوق الإنسان والديمقراطية.
3 - إن «أنقرة» كانت تنظر لحكم الرئيس السابق الدكتور مرسي على أنه أحد أعمدة نموذج الإسلام السياسي العصري الذي يسعى حزب أردوغان إلى تسويقه إلى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
ولا يجب أن يغيب عن الذاكرة موقف أردوغان المؤيد بقوة لثورة 25 يناير 2011 والمعادي بشدة لنظام الرئيس مبارك في الوقت الذي تغافل فيه عن نزول 33 مليون مصري في 30 يونيو الماضي.
إن الحسابات التركية في عهد أردوغان تأخذ في «الاعتبار» الميول الشخصية والاعتبارات الخاصة في تقدير القيادة التركية على حساب المصالح العليا الثابتة لتركيا في المنطقة.
ويعلم أردوغان أنه يناطح في الصخر حينما يحاول إعادة عقارب الساعة إلى الماضي لإسقاط النظام الذي أسقط حكم جماعة الإخوان.
إن السياسة لا تعرف حالات الثأر الشخصي ولكن تعرف جيداً مصالح الدول القائمة على إدراك متغيرات الواقع، بعيداً عن الأيديولوجيات ومواقف التطرف الديني.