سبحان مغير الأحول والكلام والمواقف والرجال أيضا، فبعد مظاهرات 30 يونيو الضخمة وبعد انحياز جيش مصر العظيم إلى شعبه، وبعد الإطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي وعزله نهائيا عن سدة الحكم بعد أن أفسد البلاد والعباد.. تغيرت مصر كلها، لم تعد البلد «المزنوقة» في سرداب الإخوان والقرارات الإخوانية، ولم تعد مصر محكومة من قصرين، المقطم والاتحادية، ولم يعد رئيس مصر ينتظر تعليمات من آية الله المرشد، ولم تعد مصر محكومة من جماعة محظورة لم تستطع حكم مصر، لأنها أصغر من أن تدير مجلس محلى قرية، وليس بلدا في حجم مصر. المهم المواقف الآن تغيرت، فالجماعة التي صدعتنا قيادتها منذ 11 فبراير 2011 بعبارات الثورة المضادة والفلول وغيرها من المصطلحات التي استخدمتها قيادات الجماعة للسيطرة على الشارع المصري، وبالفعل نجحت خطتهم لفترة ما، ثم انكشفوا بعد أن أصبح منهم رئيس حيث أرادوها إخوانية صافية، وهو ما جعل الانقلاب عليهم سريعا جدا، حيث خرج على حكم الإخوان أكثر من 20 مليون مواطن في 30 يونيو 2013 طالبوا بإسقاط حكم المرشد ومرسي، وهو ما حدث وتحقق للشعب وتمت الإطاحة بكل حكم الإخوان، وهو ما لم يعجب قيادات الجماعة التي قامت باحتلال ميدان رابعة العدوية والنهضة ليكونا وكرا لقيادات جماعة الإخوان لإدارة الثورة المضادة ومحاولة إعادة عقارب الزمن إلى الوراء من خلال استخدام كل ما هو إخوانى كدروع بشرية، يتم استخدمهم لمقاومة الأجهزة الأمنية في حالة التعرض لهم، وبالرغم من أن الجيش المصري العظيم يحاول أكثر من مرة التعامل بحكمة، بالرغم من أن منصتي النهضة ورابعة تم تحويلهما إلى منصتي شتائم وتخوين لكل الرموز السياسية والعسكرية في مصر، ووصل الأمر إلى التحريض على التخلص من كل من شارك في مظاهرات الإطاحة بالرئيس الإخوانى.. لقد تحولت المنصتان إلى ثورة مضادة ومصدر للتحريض على أمن البلد بالرغم من محاولاتهم المستمرة الزعم بأنهم يدافعون عن الشرعية، وهي منهم براء لأن الإخوان لا يحترمون أية شرعية، فلو كانوا صادقين لاستجاب رئيسهم المعزول للمطالب الشعبية قبل 30 يونيو ولو أن الإخوان مع الشرعية لما حولت الجماعة مصر إلى ولاية إخوانية، وتفرغ قياداتها إلى تقسيم الوليمة، ونسوا أمن مصر ومطالب شعبها، وهو ما جعل الثورة عليهم أسرع مما كانوا يتصورون.