المشهد برمته كان بائسا وفقيرا، فالرئيس الذي كان من المفترض أنه يخطب في مؤتمر القوى الشعبية لمناقشة أزمة سد النهضة الإثيوبي، لم يكن حاضرا أمامه سوى الأحزاب والقوى والحركات الإسلامية من الأهل والعشيرة، بل حضر لأول مرة من يطلقون على أنفسهم الآن «جهاديون» من الإرهابيين المتقاعدين السابقين المتهمين في قضايا اغتيالات سابقة للرئيس الراحل أنور السادات والدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب الأسبق والمفكر والكاتب الدكتور فرج فودة، بل من الذين يمنحون قتلة جنودنا وضباطنا في سيناء الغطاء السياسي الشرعي ويقفون حائط صد ضد مطاردتهم واعتقالهم ومعاقبتهم.
فالرئيس كان يخطب ويعلن أن دماء الشهيد النقيب محمد أبوشقرة ضابط الأمن الوطني الذي اغتالته يد الخسة والندالة والإرهاب في سيناء لن تضيع هدرا، وهو يشاهد الجالسين أمامه من الذين يتعاطفون ويؤيدون ما يقوم به الإرهابيون في سيناء.
أما في المضمون فبعيدا عن الدعوة الاستهلاكية للحوار الوطني الشامل مع القوى السياسية الرافضة لأدائه السياسي، فقد جاء حديثه عن أزمة سد النهضة متوترا ومرتبكا كالعادة، مليئا بلغة التهديد والتلويح باستخدام السلاح والقوة في قضية لا ينفع معها سوى لغة الحوار الهادئ والدبلوماسي مع إثيوبيا. فالدول في مثل هذه القضايا المعقدة لا تستهلك كل أوراقها السياسية والدبلوماسية مرة واحدة وتصل إلى الحل العسكري الذي يعكس عجزا وفشلا في إدارة الأزمة دبلوماسيا وسياسيا، فالحديث عن الدماء والبدائل العسكرية يزيد من الأزمة ولا يساهم في حلها.
بشكل عام الرئيس مرسي كلما تحدث نرفع أيدينا للسماء وندعو «استرها يارب».