وبالأمس أيضا نشر موقع وورلد دايلي نت شهادة محقق وزارة الخارجية الأمريكية ببنغازي الذي يبحث في الهجوم على القنصلية الأمريكية ببنغازي الذي وقع في سبتمبر 2012 وخلال حكم مرسي والإخوان، وأكد على صلة مصر بهذا الحادث. ليؤكد من جديد أن الإدارة الأمريكية لم تكن ترعى إلا جماعة إرهابية لها أذرع وأياد في كل مكان في العالم ومعروفة بتاريخها الإجرامي. لذلك لم يفاجئنى التراجع اللافت في الموقف الأمريكي وأوباما خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عندما اعترف وبشكل صريح بأن الحكومة المؤقتة التي تولت أمور البلاد بعد 30 يونيو استجابت لرغبات الملايين من المصريين الذين آمنوا بأن الثورة اتخذت مسارا خاطئا وأن محمد مرسي كان رئيسا منتخبا ديمقراطيا لكنه أثبت عدم النية وعدم القدرة على الحكم بشكل كامل وشامل. نفى أوباما تهمة دعمه للإخوان فى السنوات الماضية وحتى بعد صعودهم للحكم وتحجج بالمصلحة الأمريكية التى تسعى لتشجيع حكومة تعكس بشكل شرعي إرداة الشعب المصري وتدرك أن الديمقراطية الحقيقة تتطلب احترام حقوق الأقليات والقانون وحرية التعبير حرية التجمع وتتطلب مجتمع مدني قوي، ومازالت هذه هى اهتماماتنا حتى اليوم. وأكد أوباما أيضا بأن الولايات المتحدة سوف تستمر فى علاقاتها البناءة مع الحكومة المؤقتة التي تؤيد مصالح جوهرية مثل كامب ديفيد ومكافحة الإرهاب.
كلمة أوباما تعني أن مصر تسير فى الطريق الصحيح وأن إرادة الشعب فى 30 يونيو كسرت كل التابوهات وحطمت الأوهام والأحلام الأمريكية فى إعادة تقسيم المنطقة من خلال حكم الإخوان فى مصر وتنفيذ المخططات الإقليمية على حساب دور وثقل مصر. وكل ما نرجوه أن تكون الرسالة وصلت للإخوان فى الداخل والخارج وألا يستمروا فى غبائهم السياسى، فأوباما سوف يتجرع مراراة هزيمته فى مصر لكنه لن يتنازل عن المصالح الاستراتيجية الأمريكية.