هذه هي أزمة الإخوان تحديدا الذين اكتشفوا أن لا أحد هناك الآن معهم حتى «الحليف الأمريكي» الذي قدموا له كل قرابين الطاعة والولاء لمساعدتهم في الاستيلاء على حكم مصر بعد ثورة 25 يناير.
ولأنهم يتمتعون بسذاجة سياسية رفيعة المستوى فقد توهموا أن الصديق الأمريكى سيقف إلى جوارهم بعد أن أزاحهم الشعب من السلطة، كنا نعتقد وهما فى حنكتهم السياسية وخبرتهم التاريخية لكن فوجئنا بضحالة فكرية وإدارية وتدن سياسي مهول، تحول إلى مرض نفسي مع حالة الغرور والاستعلاء والصلف في التعامل مع الآخر وإقصائه ولم يتعلموا من درس التاريخ أو الدين الذي تاجروا به وأوهموا الناس أنهم «وكلاء الإسلام» على الأرض.
الكل نفض يديه الآن من الإخوان، والغباء السياسي للجماعة دفع كل من أبدى تعاطفا معهم فى البداية إلى التحول عن موقفه ضد 30 يونيو، فالولايات المتحدة منحت نفسها الفرصة للتراجع مع عدم الإقرار بأن ما حدث انقلاب، وبدأت الإدارة الأمريكية في التعامل مع الواقع والإعلان صراحة بأن ما حدث رغبة شعبية ساندها الجيش، فجون كيرى وزير الخارجية قالها واضحة وصريحة بالأمس للتليفزيون الباكستاني «إن الجيش المصري استعاد الديمقراطية عندما أطاح بالرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو الماضى بعد مظاهرات حاشدة ضد حكمه». والاتحاد الأوروبي ووزير خارجية ألمانيا لم يجدا سوى الاعتراف بالثورة والإقرار بأن مطالب الإخوان فى العودة إلى الحكم مرة أخرى هو ضرب من الخيال والعبث السياسي، وأن الشعب هو الذى يحدد مصيره ومستقبله.
أخشى أن يتحول الإخوان إلى ظاهرة «الهنود الحمر» فى التاريخ المصري، مع الفارق أن الهنود الحمر كانوا السكان الأصليين فوق الأراضي الأمريكية، وأن تصبح بكائياتهم على الماضي التليد وتاريخ الجماعة وقصة الحكم التي لم تستمر طويلا نوعا من الطقس والفلكلور الشعبي لقصة أغبى جماعة سياسية فى مصر.