وإذا كانت الدولة لم تستطع تأمين الحفاظ على تشغيل ما بين أيدينا من مشاريع ومنجزات ماذا تبقى لنقول؟
إن ما ينبغي عمله أولاً هو إثبات قدرة الدولة على بسط نفوذها وهيمنتها وهيبتها على كل شبر من أراضي البلاد على امتداد ساحة الوطن وضبط المخربين والمهربين والقتلة الإرهابيين بتفعيل القوانين وتطبيقها في الزمان والمكان بعيداً عن الانتقائية وعشوائية العمل والتخطيط والتنفيذ وينبغي تجاوز كل الاختلالات الموجودة حالياً قبل الانتقال للبناء والنماء في جوانب الحياة منها التنمية الاقتصادية الشاملة وبناء سكك الحديد ومحطات للتوليد الكهربائية حيث لازلنا في المراحل المبكرة للحديث عن تنمية اقتصادية شاملة وأي بناء في هذا المجال سيكون عبارة عن مغامرة معلومة النتائج (خسائر وخراب وتخريب واستحواذ ونهب) باعتبار ان مؤشرات الواقع تؤكد بما لايدع مجالاً للشك اننا في ظل دكتاتوريات تحكم البلاد بنفوذ قوتها وبسط هيمنتها وهناك من لا يستطيع ان يميز بين نقطة نظام والحديث عن موضوع معين خطر بباله وهذا يعني ان هناك مسافة زمنية تفصلنا عما نريد الوصول إليه وما نحن فيه وهناك تفاوت في الفهم والثقافات وطريقة الاستيعاب وهذا هو الظاهر في الخلافات التي تبرز كون الاجابات تكون مختلفة ومتعددة كل بحسب فهمه للقضية المطروحة امامه فيحدث التناقض والكل يظل متمسكاً بالاجابات المقدمة وفقاً لوجهة نظره ومستوى فهمه وفي الأول والأخير نجد ان الكل يغنى على ليلاه وهذا هو الجزء المهم من المشكلة التي نحن بصدد البحث عن حلول لها ومعالجتها وبدون الفهم الصحيح لجوهر السؤال ستظل المشكلة قائمة إلى يوم القيامة خصوصاً وان هناك من يعمل على التشويش والتضليل وضخ الكثير من المعلومات والتسريبات المعلوماتية الإعلامية المزورة والمزيفة بغرض تشويه الحقائق وتزوير العقل والوعي الاجتماعي وهو اسلوب رخيص يعتمد عليه المغامرون الانتهازيون اصحاب الشطحات السياسية ودكتاتوريات الفساد والمندفعون بشكل أحمق بهدف السيطرة على مفاصل السلطة على طريق نهب الثروة.
والحقيقة المرة هي اننا امام الكثير من المشاكل والمعضلات التي تواجه العملية والتسوية السياسية وهناك من يلعب بالبيضة والحجر ويمارس الانتقائية في التعامل مع موضوعات التسوية فنجده كالاحول يتحدث إليك ووجهه نحوك وعيونه تتجه نحو الوجهة الاخرى، ولهذا ينبغي من الجميع التعامل مع مختلف القضايا والموضوعات بكل شفافية ومصداقية وإطلاع الرأي العام على كل ما يدور أولاً بأول ووضع النقاط على الحروف ونقول للمخطئ مخطئاً والاعور أعور وذلك بقول كلمة الحق في الوجه مباشرة دون خوف لومة لائم، وهي المصارحة المكاشفة التي ستحقق المصالحة مالم سنظل ندور في حلقة مفرغة ونلوك الكلام دون أي فائدة تذكر والبعض سيتحدث من دون ان يقدم على أي فعل وفي الأخير سنجد انفسنا محلك سر وكأنك يا بوزيد ما غزيت، وبالتالي فإن ما ينبغي التنبيه إليه هو تدارك الوقت والعمل على ما يحقق شيئاً يثمر النتائج الطيبة من خلال تسمية الاشياء والأمور بمسمياتها الصحيحة والحقيقية ونقل الحقائق كما هي عليه في أرض الواقع بعيداً عن التزوير أو التشوية والانانيات الضيقة وفي الأول والأخير ما يصح إلا الصحيح.