ما يحدث من قتل، ومن ترويع، ومن افتراش وقطع للشوارع، ومن عرقلة لسير مرور الناس داخل المدن وعواصم المحافظات أثناء إقامة أفراح الأعراس.. يدعونا جميعاً للخوف والهلع على أنفسنا، وعلى فلذات اكبادنا غير المقتدرين على التعامل مع سلوكيات وممارسات كهذه، خصوصاً ونحن مقبلون على عطلة صيفية ستكثر فيها الأعراس، وبالتالي ستكثر فيها الكوارث والمآسي والمنغصات.
ظاهرة إطلاق الأعيرة النارية في الأعراس في طول اليمن وعرضه، حولت كثيراً من الأفراح إلى أتراح، وغيبت الكثير سواء ممن كانوا في موقع الحدث، أو ممن هم آمنون مطمئنون في منازلهم، أو في الأزقة والشوارع نتيجة تساقط الراجع من أعيرة المعدلات المختلفة والمتعددة بعيدة المدى التي تطلق بشكل عشوائي في أغلب الأفراح خصوصاً عند قيام أفراح من ذوات ثلاث نجوم وما فوق.
مواكب الشيوخ، ومواكب الأعراس التي تفوق المواكب الرسمية لا تقل خطورة عن ظاهرة إطلاق الأعيرة النارية، وبالذات على الذين يجهلون أن هذه المواكب خطوط حمراء لا يجوز تجاوزها أيا كانت الحالة، ومهما كان الظرف.
لست هنا ضد الشيوخ، ولا ضد الأفراح والأعراس، فالشيوخ بمختلف توجهاتهم - الدينية، والاجتماعية- لهم مرتبة عالية في المجتمع، فهم المعلمون والمرشدون والناصحون والداعون إلى فعل الخير، وهم واجهة اجتماعية رسمية، ويتحملون مسئوليات كثيرة وكبيرة، ويتحلون بصفات الصدق،الحكمة، الخبرة، الحنكة، الشجاعة، وسعة الأفق والاطلاع، والقدرة على إدارة الأزمات - أين هم مما يحدث؟!- والأفراح هي مناسبات سعيدة تدخل الفرح والسعادة على النفوس، لكني ضد الممارسات الخاطئة، والإفراط الزائد بالاحتفالات التي تتحول - أحياناً- إلى عزاء ماتم.
ما حدث مؤخرا من جريمة قتل الشابين حسن جعفر أمان، وخالد الخطيب، نتيجة تجاوزهما لموكب عرس- حسب ما ورد- وما حدث قبل ذلك من استشهاد..... إثر أعيرة نارية مرتجعة نتيجة الأعراس والمناسبات التي يتم فيها إطلاق الأعيرة النارية، وما يحدث من مآس من هذه الاحتفالات هو ما جعلني أطالب بمقرر دراسي لأطفالنا ليقوا انفسهم - ولو جزئياً- شر جنون، المواكب والأعراس.
ختاماً إذا لم تطل يد العادلة وتقتص من قتلة الشابين حسن جعفر أمان، وخالد الخطيب، وغيرهما فإننا فعلاً دخلنا في نفق مظلم جديد.. وسكوتنا عن ذلك شرعنة لنظام ظلامي مستبد من جديد.