حادث مؤلم هزني وهز الكثير من ابناء شعبي اليمني فلقد ابلغني ابن عمتي فاروق حمزة جعفر امان بخبر مقتل الأهيل الشاب حسن امان برصاصة طائشة اردته قتيلأ، فقمت بواجبي الأسري بالمشاركة بالتعزية وارسلت عبر بريدي الأليكتروني برسالة التعزية واعتبرته شهيدا وتوقعت ان يكون هذا الحادث مثله مثل الحوادث الأخرى ففي اليمن ترتكب الكثير من الحوادث المماثلة في كل من صنعاء وتعز وحضرموت ولحج وعدن ومارب وابين والبيضاء حتى النساء الحوامل طالتهن رصاصات الغدر واخرهم نسور الجو طيارو الجنوب الثلأثة وكلها وحتى اليوم لأتزال مقيدة ضد مجهول او لأ يزال التحقيق جاريا !
كعادتي وبعد ان انجزت مهامي الشخصية طالعت المواقع المفضلة واولها «التغيير» لصاحبه الأستاذ عرفات مدابش وموقع صدى عدن لصاحبه الأستاذ محمد صالح ناشر، وما ان رأيت صورة الرئيس عبدربه منصور هادي تتصدر موقع التغيير وفيها تفاصيل الحادثة و الرئيس يوجه بالقبض على المتهمين في مقتل «الشابين» حتى وجدت ان الموضوع مختلفا.
مرة اخرى كان الله في عون الأخ الرئيس عبدربه، وهو يسعى لتحقيق دولة نظام وقانون وهناك من يعمل على عرقلة مهامه، مرة بتفجير اعمدة الكهرباء ومرة اخرى أغتيالات بواسطة دراجات نارية واخر يعبث ويُفُسد ما حققته ثورة الشباب اليمني ولأتزال المحاولأت الفاشلة مستمرة.
محاولات اغتيال متكررة لوزير الدفاع والدكتور ياسين وكثيرين وبث الفرقة بين الرئيس و رئيس الحكومة الأستاذ باسندوة الذي سيعود قريبا الى اهله ومحبيه والى عمله بعد ان اجريت له عملية ناجحة والحمد لله على السلامة يا استاذ.
عدم استقرار الوضع في اليمن يتطلب من كل ابناء اليمن الشرفاء وقادة الدول العظمى والدول الأوروبية والعربية وعلى وجه الخصوص دول مجلس التعاون الخليجي بقيادة الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية دعم جهود الرئيس وحكومة الوفاق في الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه التخريب و الأساءة لأفشال التجربة السلمية اليمنية.
لقد قامت ثورتا 26 سبتمبر 1962 و14 اكتوبر 1963 بقيادة الرئيسين عبدالله السلال وقحطان الشعبي من اجل الفقراء واساس اهدافهما العظيمة نماء ورخاء الشعب فأنشد لهما كل فناني اليمن في مقدمتهم محمد مرشد ناجي واحمد قاسم وايوب طارش لكن صراعات رجال السياسة ونفوذ القوى المتسلحة بالمال والقوة طغت واضعفت الثورتين وهمشتهما وافرغتهما من اهدافهمها فذبح وقتل كل من يحاول ان ينتصر للشعب وفي مقدمتهما الحمدي وفيصل وسالمين وعلى الرغم من اختلأفي مع اسلوب الأخير الأ انني لأ انكر انه هو وكل رؤساء الجنوب عبدالفتاح اسماعيل وعلي ناصر وحيدر العطاس ظلوا شرفاء لم ينهبوا شعبهم بل ناضلوا من اجل تحقيق الأمن وتحقيق المساواة وحققوا نهضة في التعليم والصحة وشق الطرقات و توفير المياة والكهرباء لكل مناطق الجنوب .
حالة القتل هذه ذكرتني بحكايتين الأولى بعد حرب 1994 عندما كنت في عربيتي واقفا امام اشارة المرور الحمراء الواقعة في الشارع الرئيسي بالمعلأ وفي الشارع المواجه كانت هناك دورية مرور تراقب حركة السير وخلفي كانت هناك سيارة هيلوكس رجالها مسلحون يطالبونني بأن أحن «حن .. وألأ ! وعبارات تهديد يعجز اللسان عن ذكرها»، كنت لتوي عائدا من سفارتنا في هولندا فبقيت مكاني محترما نظام المرور متقويا بدورية المرور التي امامي لكنهم استمروا في مطالبتي بالتحرك مطالبين بافساح المجال حتى تواصل سيرها وانا اطالبهم بالأنتظار دقيقة مشيرا الى الأشارة الحمراء ولحسن الحظ ان السيارة الأخرى في الخط الموازي تحركت مخترقة الأشارة فلحق بها مفحطين وموجهين الشتائم ان لأ اكررها مرة اخرى نظرت الى دورية المرور وهم يتفرجون مبتسمين ولسان حالهم يقول «عفوا لاحول لنا ولأ قوة» تهمة لم ارتكبها كان يمكن ان افقد فيها حياتي وكانت ستقيد ضد مجهول بسبب اشارة حمراء ونظام مرور استعماري احترمناه ومن بعدهم دولة جمهورية الجنوب حافظت وابقت عليه.
الحكاية الثانية علمت بها عندما كنت في القاهرة يقال انه مع بداية حكم الرئيس سالمين كانت هناك تقطعات ونهب وقتل في المنطقة المسماة «السائلة البيضاء» وهي تقع بحسب علمي بين مدينة مكيراس وجبل ثرة والحدود مع محافظة البيضاء التابعة لشمال اليمن وكان الاسم شائعا ومخيفا لمن يريد ان يعبر مثل هذه المناطق، الرئيس سالمين وقادة الجنوب عملوا على محاربة هذه الآفة ورتبوا كمينا لمثل تلك العصابات وقاموا بالسيطرة عليهم والقبض على كل تلك العصابات و نصبوا لهم محكمة شعبية امام كل الشيوخ واهل القرية واهل الشهداء ومن نهبت اموالهم وحكم عليهم شعبيا بالإعدام فرفعت المشانق في مواقع التقطع الرئيسية ونفذ فيهم الحكم ولقد شكل ذلك عبرة لمن لم يعتبر ومنذ يومها اصبحت حركة السير لكل ابناء الجنوب من عدن وحتى المهرة شرقا والى الحدود مع تعز غربا بأمن وامان اما الأشارة الحمراء فكان الكل يحترمها ويقف امامها كبيرا وصغيرا.
الرئيس الحمدي كان يريد ان يحقق ذلك واعتقد انه كان يريد ان يحكم على طريقة عُمر والمقولة المشهورة القائلة «حكمت فعدلت فنمت» فحقق خلال فترة حكمه الكثير وكان غالبية الشعب اليمني ينظر اليه بالمنقد والعادل والقائد الذي تحت قيادته ستقوم دولة النظام والقانون ولأنه كان يرفض السير بحراسات تحميه تأمروا عليه واحبطوا كل ما قام به فغدروا به واغتالوه وهم معروفون، لكن لم تتوفر الشجاعة لأحد لكشف هويتهم ولاحتى تقديم الأدلة المطالبة بمحاكمتهم.
الشكرفي قضية استشهاد امان والخطيب موجه لكل الشرفاء ممن وقفوا ويقفون مع عدالة قضيتهم وفي مقدمتهم حلف الفضول للحقوق والحريات الذي اعلن تبنيه الدفاع عن قضية الشابين القتيلين بسبب فعل لا يستند لأي نص قانوني ولا قبلي او عرفي فهما شابان ليس بحوزتهما سلأح قتلا بدم بارد وزادوها دهسا لجسديهما ومغادرة موقع الحادث دون حياء او خجل فقتل الابن حسن جعفر حسن جعفر امان(18عاما) والابن خالد محمد احمد الخطيب (19عاما) يتطلب من كل القادة والأحزاب والشيوخ ورجال القانون والقضاء وفي مقدمتهم الشيخ العواضي تحقيق العدل حتى تتحقق المواطنة المتساوية.
اليوم قامت الثورة وتحقق التغيير و لأن اليمن يعاني اكثر منذ ان اصبح موحدا وثانيا ثورة الشباب انتصرت وطالبت بدولة نظام وقانون وثالثا ان الرئيس وحكومة الائتلأف وقادة الحوار الوطني وقادة الجيش والأمن كلهم يريدون تحقيق التغيير ويسعون من اجل تلبية مطالب الشعب العادلة والأهم من ذلك ان لدى الأجهزة الأمنية ادلة تدين من ارتكبوا هذا الجرم اللا انساني الذي ذهب ضحيته شابان في مقتبل العمر ولهذا السبب فإن الأجهزة الأمنية مطالبة بالقبض على المتهمين فقد اكدت في بيانها ان لديها الأدلة المادية التي تستدعي القبض على الجناة فالقاتل معروف ورقم السيارة تابعة للجيش والذين قاموا بالعملية معروفون والأهم من هذا كله أن الشيخ علي عبدربه العواضي كان واضحا في تصريحه الذي نشر في موقع عدن اون لاين في 17مايو2013 قائلأ «نضع انفسنا وكل جهودنا تحت تصرف الجهات الأمنية واجهزة القضاء حتى تسليم الجناة كجريمة منكرة» واكد الشيخ العواضي في تصريحه المنشور في موقع صدى عدن بتاريخ 16 /5 /2013 انه «لم يعد احد فوق القانون الذي يجب ان يسري على الجميع».
في هذه الواقعة المؤلمة يتفق الجميع وفي مقدمتهم شباب الثورة انه ان الأوان ان يطبق القانون على مثل هؤلاء الخارجين عن القانون وانه لامجال للتأخير بالقيام بالقبض على المتهمين وأصدار الحكم السريع والعادل حتى ولو استدعى ان يتم على طريقة الرئيس سالمين بتعليق المشانق لهم في موقع حدوث الجريمة حتى يكونوا عبرة للأخرين وتكون أن شاء الله اخر مآسينا ومعاناتنا والحمدلله ان الجميع متفقون بمن فيهم الشيخ العواضي على القصاص حتى تتحقق اللبنة الأولى التي تجعل القانون يسري على الجميع لنرى يمنا امنا وبدايات دولة نظام وقانون لدولة يمنية موحدة والا فليقرأ الكبير قبل الصغير على نفسه السلام.
تعازينا لأسرة وذوي الشهداء وان لله وان اليه راجعون.