المؤسسة العسكرية ليست مقدسة، وقياداتها ليسوا معصومين ولا يوجد كائن من كان على ظهر كوكب الأرض غير قابل للمناقشة أو فوق مستوى المساءلة أو يعلو فوق حق النقد.
بعد التأكيد على ذلك، يتعين أن أؤكد من قبيل الخبرة المحدودة، والمعرفة الإنسانية ببعض رموز هذه المؤسسة الوطنية أن أنبه إلى 4 حقائق أساسية:
1 - إن منهج المؤسسة العسكرية المصرية، مثله مثل أي مؤسسة عسكرية تاريخية ذات إرث وتاريخ وتقاليد عريقة في العالم، يقوم بالدرجة الأولى على التراتبية، أي مستوى الرتب والتسلسل القيادي واحترام القيادة والقائد إلى حد التقديس لأنك إذا فقدت إعجابك أو احترامك لقائدك، فلن تقبل منه أن يدعوك إلى إلقاء نفسك في أتون المعركة والتضحية بنفسك.
لا أحد يضحي بنفسه من أجل شخص لا يحترمه، لذلك كله يعتبر المساس بالقيادة خطاً أحمر، وخطراً شديداً.
2 - إن هذه المؤسسة لا تعتبر نفسها جزءاً من المؤسسة المدنية التي اختارت أسلوب عدم الانضباط السلوكي أو اللفظي في التعامل لذلك هي تعتبر نفسها خارج هذا الأسلوب المتدني من الجدل والحوار.
3 - شعور هذه المؤسسة بالظلم الشديد ونكران الجميل على دورها منذ ثورة 25 يناير حتى الآن، وأنها تركت إدارة شئون البلاد بشكل غير كريم وغير منصف لما قامت به.
4 - إن المؤسسة العسكرية ليست طالبة سلطة وقادتها ليسوا انقلابيين وليسوا راغبين في الحكم، بل إن لديهم مرارات كبرى من تجربة شهور الحكم عقب تسلم الرئيس مرسى.
إن الذي يعرف قيادات القوات المسلحة المصرية، وعلى رأسهم الفريق أول عبدالفتاح السيسى، سيعرف جيداً أن هؤلاء قوم لا يقبلون بالإساءة، ولديهم من عزة النفس والكرامة المهنية ما يجعلهم لا يمكن أن يقفوا صامتين تجاه الإساءة، فلا تجرحوهم أو تمزحوا معهم!