لقد كان الأمل يراودنا وكنا ولازلنا على يقين من الشهامة والجود العربي الأصيل للملك عبدالله ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة وولي عهده وكل افراد الاسرة الحاكمة وليس بغريب علينا تلك المواقف الإنسانية النبيلة التي ظهرت في احلك الظروف الصعبة تجاه الشعب والوطن اليمني أثناء الأزمة التي مرت بها بلادنا خلال العامين الماضيين 2011 ـ 2012م ونالت المملكة وملكها الهمام احترام وتقدير الغالبية العظمى من أبناء الشعب اليمني على امتداد الساحة الوطنية اليمنية الكبرى الذين يمثلون الفقراء والبسطاء أصحاب المصلحة الحقيقية في الأرض والحق والعدالة والذين ينبغي من الأشقاء في المملكة شعبا وقيادة ايلاؤهم الاهتمام والرعاية بحق الجوار الإنساني والعدالة الربانية السماوية ورسالتها الإسلامية العظيمة الخالدة.
ان الرعاية والدعم المالي السعودي الذي تحظى به قوى النفوذ القبلية والعسكرية هو شكل من اشكال شراء الذمم لضمان التبعية والولاء على حساب المصالح العليا للوطن اليمني وجزء من عدم الاكتراث المسؤول نحو حسن الجوار الذي يؤمن الأمن والاستقرار للشعب والوطن في يمن الايمان والحكمة اليمانية باعتبار هذه الرعاية والدعم يذهبان إلى من لا يستحق وتنهض بها أدوات القلق الذي يشكل تهديدا لاستقرار الوطن وسلمه الاجتماعي ويفتح صراعات جانبية مذهبية وطائفية وقبلية ويقوي ويغذي قوى الصراعات والتمردات بوسائل واساليب خارج القانون من شأنها زعزعة وخلخلة الوضع الأمني الداخلي لليمن وإضعاف وحدة النسيج الاجتماعي اليمني الذي تكشفت ملامحه وعناصر تكوينه.
الشقيقة العربية السعودية التي ترتبط مع اليمن بشريط حدودي طويل واواشج من العلاقات الاخوية الطيبة بين الشعبين والقيادتين السياسيين في المملكة واليمن كفيلة بخلق سياسات استراتيجية للعلاقات الخاصة والاستثنائية لكل منهما باعتبار ان الموقع الجيوسياسي لليمن يمثل العمق الاستراتيجي للأمن القومي للمملكة العربية السعودية الشقيقة واليمن هي الحديقة الخلفية للمملكة التي ينبغي على الأشقاء في المملكة ايلاؤها جل الاهتمام والرعاية لما لها من الخصوصيات والمؤشرات الهامة للوضع العام في المملكة وأمنها واستقرارها الذي يفترض ان يكون جزءا مهما من الاهتمامات الاستراتيجية للسياسات العامة للقيادة السعودية ممثلة بصاحب الجود والكرم الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد وبقية افراد الأسرة الحاكمة وذلك من خلال الانتباه والحذر ممن يسعون جاهدين الى تخريب والإساءة للعلاقات القائمة بين الدولتين والأصول والتقاليد العربية الإسلامية التي ترتبط بها قيادات الدولتين والشعبين الشقيقين الجارين العربي والإسلامي وقد أوصانا الرسول سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم بالجار فقال: «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه».
وانطلاقا من حسن الجوار وأواصر العلاقات الاخوية بين الشعبين ينبغي على القيادة السعودية في المملكة الجارة الشقيقة الأخذ بعين الاعتبار التعامل الإنساني والاخوي مع ابناء اليمن المهاجرين المقيمين في أرض المملكة العربية السعودية لانهم اخوة وجيران وهم ألين القلوب والأفئدة كما قال عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم وأخذهم بمعيار خاص واستثنائي انطلاقا من تلك العلاقات والروابط والخصوصيات التي تربط البلدين وهي من الأهمية بمكان للداخل السعودي كونهم شركاء في التنمية في المملكة وفيهم الكثير من الإخلاص والتفاني في العمل كونهم يبحثون عن فرص عمل للحصول على لقمة العيش الحلال والاستقرار المعيشي لهم ولأسرهم ويتحملون الفراق والغربة من أجل ضمان حياتهم ومستقبلهم ومستقبل أولادهم وأسرهم.
ان ما حدث في الآونة الأخيرة في ظل الأوضاع الصعبة والمعقدة التي تعيشها بلادنا اليمن الجار الشقيق القريب للمملكة وقيادة وشعب المملكة كان أمرا غريبا وكان غير متوقع ان تصدر مثل هكذا إجراءات مفاجئة تعتبر في اطار ما يمكن وصفه بالإساءة بحق الاخاء المتبادل والمجورة والعلاقات الأخوية الوطيدة والعميقة وهو ما يجعلنا على أمل كبير بصاحب الجود والكرم والنشامة العربية الإسلامية الأصيلة الملك وولي العهد وكل القيادات في المملكة العربية السعودية الشقيقة بإعادة النظر في وضع العمالة اليمنية وحسن التعامل الذي ينبغي ان يكون من اجل صدق المشاعر والاهتمام باليمن واليمنيين التي تحتاج اليها المصالح العليا للبلدين الشقيقين خصوصا ومنطقتنا العربية عموماً. ودولتا- السعودية واليمن- بأمس الحاجة إلى الحذر واليقظة الدائمة من الأجندات والمخططات التي تحمل في طياتها الكثير من المخاطر والمحن المستهدفة الأمن والاستقرار في المنطقة وبلدينا على وجه الخصوص وما أكثر المصاعب والفتن المحدقة، التي تلوح في فضاءات المنطقة وهو الأمر الذي ندعو الى تفهمه لما فيه المصلحة المشتركة لبلدينا بالعودة الى جادة الصواب حيث ان العودة الى الحق افضل من التمادي في الباطل.. والله ولي الهداية والتوفيق.