الكل يصدح ويغني .. ولكن على ليلاه .. لا أحد يغني على الوطن.. ولا على المواطنين الغلابة .. ذلك آخر شيء يخطر على البال.. الكل يرفع شعار العربان التاريخي ( أنا ومن بعدي الطوفان ).. ويردد حكمة أبو جهل الخالدة ( إذا مت ظمآن فلا نزل القطر ) !
الكل يتكلم .. والكل لا يسمع.. إنه حوار الطرشان.. وحوار الطرشان ( لا يودي ولا يجيب ).. هذا إذا ما وداش في داهية .. أكثر مما نحن فيها.. الحكاية أصلها مش حكاية ( القضية الجنوبية ).. ولا حكاية ( الوحدة اليمنية ).. ولا ( إصلاح ) .. ولا ( حزب اشتراكي ) مات وشبع موت .. الحكاية حكاية شعب يوشك على الهلاك .. شعب بحاجة إلى خلفاء راشدين .. ينقذونه من معاوية.. وبني أمية .. الخارجين على الأخلاق .. وأصول الحكم والسياسة .. وأصول الدين.. والمدنية والحداثة !
إنهم يطالبون باستعادة بيوتهم في عدن.. التي استولوا عليها .. ثم جاء بعدهم من استولى عليها .. يعني الحكاية كلها لطش في لطش .. طيب وبيوت وأملاك أبناء وأهالي عدن التي نهبت.. سواء بقانون القوة أو بقانون التأميم .. محدش بيسأل عليها؟.. أليس من حق أصحابها أن يستردوها.. وألا يستحق أبناء وأهالي عدن الذين يسكنون البيوت القاعية المخزن والدارة.. أو في شقق العمارات التي تسكنها عائلات مركبة من جيلين وثلاثة.. ألا يستحقون مساكن جديدة.. حيث لا يجد شباب اليوم عشاً يؤويه هو وصاحبته وبنيه!
ألا يستحق أبناء وأهالي عدن بعد الذي جرى عليهم من عدوان خلال نصف قرن من الزمان.. ويسكنون اليوم في بيوت أكل عليها الدهر وشرب وتوشك أن تنهار على من فيها.. ألا يستحقون بناء مدن سكنية عصرية حديثة داخل عدن وضواحيها .. مدن سكنية على طراز عالمي لن تتوانى دول الخليج ولا المجتمع الدولي في المساهمة بإنشائها.. ثم تمليك المساكن فيها لمن يمتلكون وثائق تمليك المساكن القديمة.. بل ولمن لا يملكون وثائق تمليك من أبناء وأهالي عدن من الشباب.. بأقل ثمن وبشروط سهلة وميسرة ... وعلى أن تعود بعد ذلك المساكن المؤممة لأصحابها وملاكها الشرعيين وورثتهم الكثر الذين يعلم الله بحالهم وحاجتهم إلى حقوقهم الإنسانية المغتصبة !.
يا هؤلاء .. جميعاً .. إننا لا نتوسم فيكم خيراً.. ارحلوا .. ارحلوا من اجل أن تعود عدن جنة .. كما كانت .. قبل أن تدخلوها!
Email: [email protected]