كان لي شرف الكتابة عنه والتعرف عليه وكان نتاج ذلك ظهوره في 13 يونيو 2004م في إحدى حلقات (رجال في ذاكرة التاريخ) التي كانت تنشرها لي ( الأيام) المقهورة كل يوم أحد وكان عنوان حلقة عبد المجيد مرشد (عبد المجيد مرشد رياضي.. مكافح.. وفي .. عف اللسان .. طاهر اليد)وهي صفات ومواصفات لا يختلف فيها اثنان حول فقيدنا الغالي.
عبد المجيد محمد مرشد من مواليد 23 يوليو 1932 م في منزل متواضع مجاور لمنزل رائد النهضة محمد علي لقمان المحامي في حارة حسين العريقة ( قسم B شارع رقم 9).
انتقل والده محمد مرشد إلى جوار ربه عام 1936م وكان عبد المجيد في الرابعة من عمره وهنا قال لي عبد المجيد في وقت سابق على نشر الحلقة أنه لا يمكن له أن ينسى فضل الحاج علي محمد ذيبان (والد الكابتن طيار حسين ذيبان) على أسرته حيث قدم لنا الرعاية الكريمة وألحقنا بمدرسة بازرعة الخيرية الإسلامية بكريتر ومن أساتذته الشيخ علي با حميش والشيخ مطهر الغرباني ومن زملاء دراسته الفقيدان عبدالله وعلي عبد الرزاق با ذيب والحاج عبد الرحمن هائل الشميري (والد الدكتور سمير شميري)، توقف عبد المجيد مرشد عن الدراسة في سنة أولى ثانوي ليخرج إلى سوق العمل لإعالة والدته الصابرة المكافحة وشقيقه جعفر مرشد وأخته مريم وكانت المطبعة محبوبته التي كان يغازلها في أحلام يقظته فالتحق بالمطبعة العربية لصاحبها علي ربيع وكان الشيخ علي با حميش قد أسس مطبعة في مدرسة با زرعة وكان يشرف عليها العطر الذكر الأستاذ عمر عوض بامطرف والتي أخرج منها الشيخ باحميش صحيفتا “ الذكرى” و “ العدني” واشتغل فيها مساعداً فنياً.
انتقل عبدالمجيد مرشد بعد ذلك إلى مطبعة السيد محمد علي الجفري الكائنة في حارة الشريف بكريتر وعمل عبد المجيد مساعداً لخبير إيطالي أثناء عملية تركيب المطبعة إلا أن السلطات البريطانية رفضت منح السيد الجفري ترخيصاً لمزاولة العمل وغادر عبد المجيد إلى بريطانيا في دورات تدريبية وتأهيلية في مجال الطباعة.
عاد عبد المجيد مرشد من بريطانيا واشتغل في تركيب مطبعة تابعة للكاتب والصحفي والشاعر والسياسي المرموق محمد حسن عوبلي ثم بتركيب مطبعة رجل الأعمال والوزير الأسبق حسن إسماعيل خدابخش ثم بمطبعة الجماهير ومطبعة قهوجي ومطبعة كالتكس والأخيرتان بالتواهي.
كما استفاد عبد المجيد مرشد من الخبير إبراهيم راسم أثناء زيارته لمطبعة فتاة الجزيرة ..
المنعطف الكبير الذي شهده عبد المجيد مرشد أنه كلف بتأسيس مطبعة في مدرسة اليهود ( البنات) بجوار المتحف الحربي وذلك بعد الاستقلال مباشرة وذلك لإصدار صحيفة 14 أكتوبر في 19 يناير 1968م ثم كلف بتجميع حوالي ( 82) مطبعة وذلك في مبنى مخازن الأغذية الذي كان تابعاً للقوات البريطانية (حالياً دار الهمداني للطباعة والنشر) ثم كلف بعد ذلك بتأسيس مطبعة متكاملة في زنجبار بمحافظة أبين إلا أنه واجه متاعب لا حصر لها من الأشكال النضالية (المنظمة القاعدية والنقابة والرقابة وغيرها) ولم يطب له الاستمرار فغادر البلاد إلى غير رجعة.
دخل عبد المجيد مرشد التاريخ من بوابة أخرى غير بوابة المطابع ذلك أن الرياضة في عدن وثقت للرياضة كما لم توثقها أي مدينة في الجزيرة والخليج العربيين حيث كان عبد المجيد مرشد أحد فرسان (النجم اللامع الأحرار ) وهكذا كان اسم ذلك النادي العريق وكان عبدالمجيد من فرسان هذا النادي من الرعيل الأول ومنهم : التمباكو وطرموم وسالم غراب وغيرهم من الفرسان وكان مركزه في فريق النادي في حراسة المرمى وقال لي رحمه الله: لا ننسى أصحاب الأيادي البيضاء : الحاج محمد عبد العزيز والأستاذ كمال حيدر رحمهما الله.
كان عبد المجيد مرشد محباً للعمل والناس وكان نظامياً في حياته وحافظ على أبسط العدنيات في حياته وهي تناول “الخمير والشاي”بعد صلاة الفجر مباشرة وهي الفقرة رقم (1) بعد صلاة الفجر في برنامجه اليومي حتى وفاته في يوم السبت 16 مارس 2013م .
رحم الله الرجل المكافح والطيب القلب عبدالمجيد محمد مرشد.