لم يخرج حتى يومنا هذا عضو في جماعة الإخوان يرفض ويعارض مقولة مرشد الإخوان السابق مهدي عاكف الشهيرة «طز في مصر». وأتحدى إذا كانت كلمة «مصر» موجودة في أناشيد الإخوان التي يرددونها في جماعتهم ومعسكراتهم ومدارسهم. مستحيل أن يمثل الشعبَ المصري إخواني ممن لا يضع مصر قبل أي شيء وكل شيء، حيث يرى الإخوان مصر جزءًا من مشروعه، وقطعة من خطته، وليست وطنا يدافع عنه المصري بروحه ودمه (سؤال في السياق نفسه: هل حارب أي إخواني، جنديًّا في صفوف الجيش المصري مجنَّدًا، أو متطوِّعًا في حرب أكتوبر؟).
هل الإخوان يمثلون أخلاق المسلمين؟ أعوذ بالله. وهل أخلاق المسلمين تقوم على الكذب والخداع والنفاق والازدواجية والانتهازية والفُجر في الخصومة وخيانة الأمانة؟
هل هذه شيطنة للإخوان؟ هل بلغ بنا الغضب منهم ومعارضتهم حد أن نُلصِق بهم كل موبقة وننزع عنهم كل فضيلة؟لا حول ولا قوة إلا بالله.بل نحن لا نقول إلا ما نرى من هذه الجماعة منذ أسفرت عن وجهها الحقيقي، وخانت الثورة وداست القيم وباعت دماء الشهداء وزوَّرت وكذبت وفجرت وحكمت بالاستبداد والظلم والغي.لم نرَ منهم إلا أخلاقًا تتحلل، وقيمًا تتفكك، وإفكًا يتعرى، وانحدارًا في هاوية تخوين وتكفير الخصوم بلا ذرة من ضمير ولا لحظة من تردد.
تعيش مصر لحظة الانكشاف العظيمة لتجار الدين ومَرْضَى الفصام السياسي ومحترفي الكذب ونهازي الفرص وعُشَّاق السلطة ومستبيحي أرواح وأعراض الناس، إنهم يدَّعون لأنفسهم صفة المسلمين، بينما يطبقون مبادئ أمية بن خلف وأخلاق أبي لهب وغرور أبي جهل!ها هي ذي مصر كلها تكتشفهم وتكشفهم وتعرِّيهم.من ذا الذي يستر سوءة الإخوان بعد اليوم؟