الذي يجادل في هذه الحقائق هو حر طبعا ومن حقه أن يقول ما بدا له، لكنه ساعتها ليس معنا في حقيقة أساسية أهم وأخطر وهي أننا نخوض الحرب العظمى ضد الإرهاب.
وهو حر أيضا لكن شعبًا يقاتل ضد الإرهاب هو وحده الذي يقرر ويقرّ ما يراه.
يجب أن لا نمنع رأيًا تافها من التعبير عن نفسه، فالتافهون من حقهم التعبير عن رأيهم ويجب أن لا ننزعج من أغبياء يدَّعون الحكمة، فمن حق الأغبياء أن يكون لهم رأي، لكن يجب كذلك أن لا يشغلنا التافهون والأغبياء والمنافقون والذين يبولون في ملابسهم الداخلية ذعرا من حربنا المقدسة ضد الإرهاب التي لا بد أن نتحلى في قتالنا فيها بالعدالة والاستقامة الأخلاقية والشجاعة في اتخاذ القرار.
إذن حظر جماعة الإخوان لم يعد ترفًا.
استئصال وجودهم التنظيمي وتفكيك شبكة الجماعة في جغرافيا مصر كلها ضروري وحتمي لأنها جماعة عميلة وخائنة وإرهابية، وأعضاؤها يعيشون بيننا وجدانيًّا وتنظيميًّا مثل طابور خامس لأعداء هذا الوطن.
أي إرهابي هو بالضرورة وبالفعل خائن لبلده وأي متعاطف أو متخاذل مع هذا الإرهابي يخدم الخيانة والعمالة ولو بعواطفه.
طبعًا وقطعًا هناك أعضاء في الجماعة، خصوصا على مستوى القواعد، غافلو العقل مسحت الجماعة عقولهم وضمائرهم لصالح الانسحاق الكامل والكلّي لأفكار وتعليمات الجماعة، وهؤلاء ينطبق عليهم وضع المدمن، نعالجه وندمجه في المجتمع مرة أخرى.
وطبعًا وقطعًا كل واحد حر في خيانته لو استمر على ذات الولاء والانتماء، لكن يبقى هذا داخل عقله ووجدانه أما أن يعلن ويقول ويتحرك لخدمة هذا الولاء، فالحظر مصيره تماما.
لا يمكن للديمقراطية أن تسمح بأفكار وتنظيمات التكفير والعنصرية واستحلال المال والدم.
ولا يمكن للديمقراطية أن تسمح بتيارات للخيانة الوطنية تجعل من الدين جنسية.
لا يوجد نظام ديمقراطي في الوجود الإنساني يسمح لخونة وجواسيس وعملاء لتنظيمات دولية ولجهات خارجية بتشكيل أحزاب أو الترشح لبرلمان ورئاسة، فالخيانة ليست وجهة نظر حتى نشكّل لها حزبا.
مصر تخوض حربا ضد الإرهاب، وفي هذه الساعات نرى مخنّثين وأنصاف رجال وجبناء وعملاء، وهذا كله طبيعي، لكننا نرى أيضا أبطالا عظاما في كل متر في مصر يدافعون عن وطنهم بكل ذرة من كيانهم مهما خذلهم متأسلم أو متغرب أو متجنس أو متنازع الهويات.
هناك هوية واحدة لا شك فيها هي هوية مصرية وطنية تتجلى وتتعالى وتتحدى وتعلن استقلالها الوطني العظيم في مواجهة أمريكا والغرب. وقوتها الحضارية الرائعة أمام قوى الظلام.
مررنا بمثل هذه الأيام من قبل وعبرنا هذه المراحل من قبل، وظل من قبل ومن بعد شعب مصر يمنح دروسه للدنيا.