من هذا كله تستمد احتفالاتنا بالعيد الـ45 للاستقلال الـ30 من نوفمبر المجيد مباهجها الفرائحية التي تأتي متزامنة وشعبنا اليمني بقيادة المناضل الوحدوي الجسور الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية يقف على أعتاب مرحلة جديدة تبشر بعهد جديد يعيد مسارات كفاح ونضال وآمال وتطلعات اليمانيين إلى سياقاتها الحقيقية والتي كان ينبغي أن تسير فيها كما أرادها أولئك الأماجد الأبطال الذين واجهوا الظلم والطغيان والاستبداد والجور والتعسف والاستغلال والهيمنة الاستعمارية التي جثمت على صدر اليمنيين ردحاً طويلاً من الزمن..
فتحية إجلال وتقدير لتلك الطلائع الكفاحية التي تصدرت مسيرة النضال الوطني وحملت على عاتقها تحرير الأرض والإنسان من رق حكم الإمامة المتخلف ومن عنجهية المستعمر الغاصب، مقدمين أرواحهم رخيصة في سبيل أن يحيا الإنسان اليمني حراً عزيزاً شامخاً على تراب وطنه.. إن أولئك الشهداء العظام الذين رووا بدمائهم الزكية الطاهرة شجرة الحرية والسيادة والاستقلال لم يكونوا بتضحياتهم الجسام تلك يفكرون بأنفسهم، ولم تكن لهم مصالح أو مطامح شخصية أو جهوية أو حزبية أو طائفية أو مناطقية أو مذهبية، بل كانوا يحلمون بوطن موحد وديمقراطي قوي مستقر ناهض ومزدهر وسعيد في ظل دولة يسودها النظام والقانون والمواطنة المتساوية تتحقق فيها العدالة الاجتماعية وشراكة كل اليمنيين في الثروة والسلطة حتى يصبح اليمن وطناً لكل أبنائه، ولأن هذا لم يتحقق فإن تلك التضحيات ستظل تطالبنا بتحويل حلمها إلى واقع، وهذا لن يتأتى إلاَّ بوصل ما انقطع من ذلك التاريخ النضالي العظيم، ومواصلة مسيرته بإنهاء كل أشكال الظلم والاستبداد والفساد، وذلك النهش في جسد الوطن والشعب نهباً واستلاباً وإذلالاً..
بذلك نكون قد جسدنا وفاءنا للثورة اليمنية وشهدائها الأبرار الذين صنعوا فجر سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر وانطلاقة مسيرة ثورة التغيير بالانتقال إلى مرحلة بناء الدولة المدنية الحديثة التي لا مكان فيها لمراكز القوى والنفوذ المبني على النزعات والنعرات المتخلفة.. إن يوم الـ30 من نوفمبر 67م كان وسيبقى يوماً تاريخياً عظيماً في حياة شعبنا وأجياله..
ختاماً بهذه المناسبة الوطنية المباركة ندعو الله سبحانه وتعالى أن يتغمدخل أولئك الشهداء الأبرار بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته وأن يبعثهم مع الأنبياء والصديقين والصالحين.. متمنين لشعبنا ووطننا الأمن والاستقرار وبلوغ الغايات المنشودة في بناء يمن جديد لكل أبنائه.