كتبنا هذه المقدمة المختصرة لمقالنا هذا تمهيداً لتذكير بعض الجهات التي مازالت مترددة في الدخول في الحوار الوطني القادم وتصر على رفضه أو حتى الحديث عنه وما زالت تفكر بعقليات الماضي وتسعى لشق الصف الوطني وتمزيق وتفتيت البلاد وخلق عداوات واحقاد بين أبناء الوطن الواحد واختلاق تمايزات خيالية لا أساس لها على أرضية الواقع اليمني في شماله أو جنوبه.
إن تلك الجهات ما زالت تمارس سلوكيات غريبة ومريبة عن مجتمعنا اعتقاداً منها بأن هذا المجتمع مازال جاهلاً ومتخلفاً ولم يشب عن الطوق بعد ولا يستطيع أن يعرف مصلحته ولا يعرف حقوقه من واجباته ولا يستطيع ان يعبر عن مشاكله وقضاياه وهمومه وتطلعاته وآماله وأنه ما زال قاصراً ويحتاج إلى من يتحدث عنه أو يكون وصياً عليه .. من أجل ذلك راهنت تلك الجهات وتلك القوى على الحماس العاطفي للدهماء والعوام وتوجيههم من قبل تلك الجهات التي تسعى إلى تضليل تلك المجاميع البريئة عن طريق تزييف وعيها بشعارات زائفة وأفكار ملفقة ومفبركة لا تتطابق مع حقائق التاريخ اليمني ولا الجغرافيا ومازالت هذه الجهات حتى هذه اللحظة تسعى عبر وسائل إعلامها المختلفة إلى ابتداع المزيد من الفبركات واختلاق المفاهيم والمقولات المغلوطة بين أوساط المجتمع بهدف التحريض وزعزعة عرى الوحدة الوطنية وخلخلة التماسك الاجتماعي وتعبئة المجتمع بعضه ضد بعض لإيصال البلاد إلى حافة الحرب الأهلية التي تحلم بها تلك الجهات الفاقدة لمصالحها الانانية والضيقة وكان يفترض بتلك الجهات أن تبادر بالموافقة على الدخول في الحوار الوطني القادم، من أجل تسجيل موقف وطني يحسب لها وتساهم بايجابية في خدمة الوطن الكبير بدلاً من سعيها الحثيث والماكر إلى تضليل المجتمع وتمزيقه اعتقاداً منها بأنه جاهل ومتخلف ويمكن أن تنطلي عليه تلفيقاتها ومزاعمها وأنه لا يستطيع أن يميز الغث من السمين ولا يعرف الحق من الباطل فمشكلة تلك الجهات أنها تغرد خارج السرب وربما تعمل على ارضاء جهات خارجية وأجندات مشبوهة أو أنها تفتقر لمشروع أو رؤية مستقبلية لدولة مدنية حديثة فلجأت إلى أساليب الاصطياد في الماء العكر.