كانت تلك هي اهداف ثورة 14 أكتوبر المجيدة التي ينبغي على الجيل الجديد ان يتذكرها جيدا ويتذكر نضال وبسالة آبائه واجداده الذين ضحوا بارواحهم رخيصة فداء لتحقيق تلك الاهداف وسالت دماء غزيرة من اجل ان يعيش الشعب والمجتمع والجيل الجديد بحرية وأمن وأمان واستقرار ورفاهية وحياة هادئة وسعيدة ومتطورة.
اضافة الى ذلك فان دستور جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية لعام 1978م قد جاء شارحا ومفسرا وموضحا ومجسدا لاهداف ثورة 14 أكتوبر المجيدة وقد اخترنا هنا بعض النقاط المضيئة من مواد ذلك الدستور من أجل التأمل والتذكر وأخذ العبرة حتى لا ينفصل او ينحرف هذا الجيل عن مواصلة مسيرة ثورته النضالية الخالدة او ينقطع عن تاريخه التطوري والتغيير وحتى لا ينتكس هذا الجيل ويعود بالبلد الى زمن السلاطين والمشايخ والامراء وعملاء الاستعمار من العهد البائد نذكر هنا بعض تلك النقاط الدستورية المضيئة:
ـ من دستور جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية المنعقد في 31 أكتوبر من عام 1978م ناضل شعبنا اليمني ببسالة في شطري الوطن جنبا الى جنب لدحر الغزاة الطامعين في ارضه وضد نظام الامامة الرجعي في الشطر الشمالي من الوطن وضد الاستعمار والاقطاع والحكم السلاطيني في الشطر الجنوبي من الوطن وذلك هو التعبير الحي لوحدة الشعب اليمني والارض اليمنية.
ـ وقد فجر الشعب اليمني ثورة 26 سبتمبر ودافع عن النظام الجمهوري في الشطر الشمالي من الوطن وفجر ثورة 14 أكتوبر بقيادة الجبهة القومية وحقق الاستقلال في الثلاثين من نوفمبر 1967م.
ان كل ذلك يؤكد انه بالرغم من الاوضاع غير الطبيعية للتجزئة المصطنعة للارض والشعب اليمني فان نضاله في الشطرين يترابط جدليا في تلاحمه ووحدته ليس ضد المؤامرات الامبريالية والرجعية على الوطن فحسب، وانما في سبيل الخلاص النهائي من التجزئة واعادة الاوضاع الى طبيعتها المتمثلة في الوحدة الديمقراطية لليمن.
ـ وقد جاء في المادة (2) ان الشعب اليمني شعب واحد وهو جزء من الأمة العربية والجنسية اليمنية واحدة وتكون اليمن وحدة تاريخية واقتصادية وجغرافية.
ـ ولن تستخدم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية قواتها المسلحة ضد حرية شعب آخر.
ـ تراعي الدولة المواطنين اليمنيين في المهجر وتعمل على تقوية صلتهم بالوطن.
ـ المواطنون جميعهم متساوون في حقوقهم وواجباتهم بصرف النظر عن جنسهم او اصلهم او دينهم او لغتهم او درجة تعلمهم او مركزهم الاجتماعي وجميع الاشخاص سواسية امام القانون.
ـ لا يجوز ان يجرد أي مواطن من جنسيته الا في الحالات التي يبينها القانون.
ـ الاسلام دين الدولة وحرية الاعتقاد بأديان اخرى مكفولة وتحمي الدولة حرية الاديان والمعتقدات طبقا للعادات المرعية شريطة ان يتماشى ذلك مع مبادئ الدستور.
ـ الدفاع عن الوطن اليمني وسيادته ووحدته وتقدمه ونظامه الوطني الديمقراطي واجب كل مواطن.
ـ وجاء في المادة (61) من الدستور: (على كل مواطن ان يساهم في النضال من اجل تحقيق وحدة الشعب والارض اليمنية وان يحرص على حماية وتنمية العلاقات الديمقراطية الجديدة ومكافحة التقاليد والافكار والعادات القبلية والانفصالية والاقليمية والعشائرية التي تتنافى مع اهداف الثورة الوطنية الديمقراطية.
كانت تلك بعض النقاط المضيئة من دستور جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي يريد البعض استعادتها فيتناقض مع اهدافها ومبادئها ودستورها الذي دعا الى محاربة الانفصال وإلى اعادة وحدة الوطن اليمني بشطريه والاعتراف بواحدية الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر.
وللتدليل على واحدية الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر يمكن ملاحظة اوجه الشبه بين اهداف ثورة 14 أكتوبر المجيدة التي ذكرناها في مقدمة مقالنا هذا واهداف ثورة 26 سبتمبر الخالدة التي تبدأبـ:
ـ التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما واقامة حكم جمهوري عادل وازالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات.
ـ بناء جيش وطني قوي لحماية البلاد وحراسة الثورة ومكتسباتها.
ـ رفع مستوى الشعب اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وثقافيا.
ـ انشاء مجتمع ديمقراطي تعاوني عادل مستمد انظمته من روح الاسلام الحنيف.
ـ العمل على تحقيق الوحدة اليمنية في نطاق الوحدة العربية الشاملة.
- احترام مواثيق الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والتمسك بمبدأ الحياد الايجابي وعدم الانحياز والعمل على اقرار السلام العالمي وتدعيم مبدأ التعايش السلمي بين الأمم.