ان المشهد اليمني لا يحتمل المزيد من الضغوط على الناس او زيادة معاناتهم من خلال قطع التيار الكهربائي المتكرر الذي أصبح كالمرض المزمن او كالهاجس الذي يؤرق الكثير من الناس واخرج أغلبهم عن طوره وطبيعته فتراه ليل نهار يبتهل الى ربه ان ينتقم من المتسبب في زيادة معاناة الناس من انقطاعات الكهرباء والمياه في ايام الحر الشديد خاصة في المحافظات الشرقية والجنوبية وفي مقدمتها محافظة عدن وفي هذا الشهر الفضيل الذي يتطلب من مسؤولينا العمل على تخفيف معاناة الناس وتخفيض اسعار المواد الضرورية للحياة المعيشية والعمل على استتباب الأمن وتحقيق الأمان لكننا لا نسمع ولا نرى الا انفجارا هنا واغتيالا هناك وقتيلا هنا وقتلى هناك. مع ان المرحلة مرحلة وفاق واتفاق وحكومة الانقاذ جاءت لانتشال أوضاع البلاد وايصال اليمن الى بر الأمان بعد ان كادت ان تدخل في دوامة وفي نفق مظلم وتنذر بحرب أهلية طاحنة لا تبقى ولا تذر لا سمح الله.
وها هو الشهر الفضيل أوشك على الرحيل ويكاد يودعنا وكثير من الأسر والعائلات لا تستطيع تحمل اعباء وتكاليف ومطالب ابنائها وبناتها المتعلقة بالعيد من ملابس واحذية ولعب وهدايا وخلافها ورواتب ذوي الدخل المحدود لا تفي ولا تكفي ولا تتناسب مع غلاء الاسعار وليس هناك ما يدعم هذه الرواتب المتواضعة كالإكراميات او المكافآت او حتى العلاوات السنوية التي يتحدث البعض عن اقتراب صرفها مع راتب رمضان الكريم هذا بالنسبة لحال من هم موظفون مع الدولة فما بالك بمن هم ليسوا موظفين وهم أغلب الشعب اليمني وما يعلم بحالهم الا خالقهم وليس لهم الا الصبر حتى يفرج الله عنهم وعن أسرهم وعائلاتهم ونحن نتساءل: لماذا اختفى التكافل الاجتماعي والتعاون والتراحم والتواد من قلوب المسلمين في بلد الايمان والحكمة؟ ولماذا لا يتناغم البعض مع هذه المرحلة التوافقية فيصبح الجميع على قلب رجل واحد وتختفي الشحناء والبغضاء والحسد ونفي الآخر والتفرق والتمزق فالوطن للجميع وخيره للجميع ونبدأ عهدا جديدا ورؤية تفاؤلية للمستقبل لا بعيون سوداء وافكار قديمة قد تجاوزها الزمن فيضيع الوطن والمواطن معا لا سمح الله.